ميسون أبو بكر
لا أدري لماذا يتراءى لي الممثل الأمريكي المعروف والذي شاع خبر انتحاره أو وفاته قبل أشهر (توم هانز) كلما تابعت مسار المفاوضات اليمنية في الكويت وشاهدت نشرات الأخبار مع البرامج التي تعقبها والتي تحلل الحدث مع ناشطين ومحللين سياسيين بحكم اهتمامي بالشأن السياسي وما يجري بالساحة اليمنية وتوجه برنامجي عين ثالثة لهذا الجانب.هل هو وجه الشبه الكبير الذي يجمع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالممثل الآنف الذكر، أم أن هناك وجهاً آخر وهو خوفي على المبعوث الأممي والمفاوضات التي تعسرت كثيراً من الانتحار مثلما أُشيع عن توم هانز نظراً للضغوط الكثيرة التي تواجهها والمواقف المتقلبة للانقلابيين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
على مدى أيام، وأنا أحضّر للقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء اليمني د. أحمد عبيد بن دغر، وألتقي معالي الوزراء وذلك من خلال ترتيبي للقاء تلفزيوني خاص مع دولته حول التطورات الأخيرة والإرهاب في المكلا والمفاوضات في الكويت، وقد رأيت ولمست ما يجعلني أدعو لهؤلاء بالتوفيق والنجاح للسير بمركب البلاد إلى بر الأمان بعيداً عن كيد ومكر إيران وأحزابها من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
بدا دولة رئيس الوزراء مع وزراء الحكومة الشرعية مثل خلية نحل, لا تنتهي مهامهم منذ ساعات الصباح إلى آخر النهار عدا إن طرأ طارئ أو حادثة انفجار في اليمن, ولحين إرسالي هذا المقال للصحيفة أطلَّ علينا فخامة الرئيس عبد ربه هادي الذي تحدث عن تعنت ميليشيات الحوثي ودعا اليمنيين لعدم الانحياز للفتن الطائفية والمناطقية والمذهبية وأمله بيمن اتحادي كخيار لا بديل عنه.
في خضم النزاع الداخلي في اليمن وشراء المخلوع صالح البعض بالمال للانحياز لمشروعه الإيراني الانقلابي ولتخريب البلاد وقتل العباد فهناك أعمال إرهابية وتفجيرات في المكلا وأرجاء مختلفة واستهداف قادة ومسؤولين يمنيين تؤخر عجلة التقدم في إيجاد حل للتعايش السلمي في اليمن, هناك أذرع إيرانية تعبث في حلم اليمنيين بوحدة وسلام داخل أراضيهم, التسجيلات التي ظهرت لقادة حزب الله يدربون ميليشيات الحوثي للتخريب ولأعمال إرهابية في المملكة أكبر برهان على التطلعات التخريبية الإيرانية في المنطقة واليمنيون السذج هم أذرع ووسائل لهذه الأطماع.
تذكرت قصة أم الطفل التي احتكمت والمدعية الأخرى للقاضي كل منهما تدّعي أمومة الطفل، ولما أمر القاضي بقطعه نصفين الأم الكاذبة المدّعية قبلت بالحكم وهذا ما يفعله الانقلابيون الذين لأجل السلطة والحكم يقتلون ويعيثون في اليمن فساداً دون رحمة.
الشرعية لا بد وأن تكون نهج الجميع لأجل يمن واعد بالحياة والمستقبل، لكن السبيل الأول هم اليمنيون الشرفاء أبناء اليمن واتحادهم وجمع كلمتهم هي القول الفصل وهي مسؤولية كل يمني يريد لبلاده التحرر من المشروع الإيراني.
تدخل سمو الشيخ صباح الصباح أمير دولة الكويت لاستئناف الحوار في الكويت كي لا يتم إجهاض هذا الأمل هو أملنا جميعاً كجيران في المنطقة وعشاق لأرض الحضارات ولأرض حُرم أهلها التمتع في خيراتها الكثيرة.
نأمل ألا تجهض المفاوضات وألا يشاع انتحار جهود المبعوث الأممي المرابط في الكويت وأن تتبع الميليشيات صوت العقل لإنهاء مأساة الشعب اليمني الذي يجني حماقات ومراهقات الانقلابيين.
من آخر البحر
بيني وبينك ألف نبض يخفق
تعب الفؤاد وذي الصبابة ترهق
خطت ليالي البعد ألف حكاية
وصدى غيابك موجع ومؤرّق