محمد البكر
لا يمكن لعاقل ،أن يقبل بتوغل الإيرانيين في عراق العروبة والحضارة والتاريخ العريق. فحتى لو كان المشهد السياسي الحالي ، والواقع العسكري الميداني ، يجعل العراق وكأنه جزء تابع لإيران ، فإن العراقيين بكل مشاربهم ومذاهبهم وأصولهم ، بكل مخترعيهم وعلماءهم ومبدعيهم ، بكل كبارهم وصغارهم ، كل أولئك يدركون أن الانتماء العراقي للعرب ، أكبر بكثير من علاقة مصلحية وقتية تجمع النظام الإيراني ببعض القادة المتمصلحين من هذا التعاون الإجرامي. هذا مقال رياضي وليس له علاقة بالسياسة ، لكنني أردته مدخلاً للحديث عن الاتحاد الخليجي لكرة القدم والذي تم إشهاره قبل أسبوع برئاسة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، وكان العراق أحد أعمدته. الخليجيون حريصون على التمسك بالعراق ، كجزء من المنظومة الخليجية ، حريصون على اعتبار الشباب العراقي ، امتدادا للشباب الخليجي ، رغم كل ما سببه التوغل الإيراني من تأثير في مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والرياضية للعراق ، ناهيك عن زرع الحقد والفتنة والبغضاء بين أبناء دول مجلس التعاون والعراق. لعل الأخوة في العراق يدركون من خلال هذا الاتحاد ، أن الخليج يحبهم بلا مصالح ، يزرع الخير وينبذ الفتنة ، يتمنى أن يعود الأمن والأمان للعراق ، بعيداً عن أي حسابات ، طائفية كانت أو سياسية ، كما هو حال الجار الفارسي. نحن اليوم نتحدث كرياضيين خليجيين ، لا كساسة أو منظرين ، وكلنا أمل بأن نتجاوز ، فتن «الدولة الفارسية» التي تعمل وفق مثلنا الشعبي «فرق تسد». فهل نسمع صدى لأصواتنا من الرياضيين العراقيين ؟!.
أتلتيكو وألم الخسارة
كنت على الدوام مشتتاً بين تشجيع الريال أو برشلونة ، هذا على غير عادة كل عشاق المستديرة . فأنا أعشق الكرة الجميلة ، وليس هناك أفضل من هذين الناديين ، ممن يقدم الكرة الراقية نجوماً وفناً وإمتاعاً. ولهذا كنت أستمتع بكل المباريات التي يلعبها أي منهما في الدوري الأسباني أو الأوروبي. وعندما خرج اتلتيكو مدريد ، منافساً عنيداً لهذين الناديين ، شدني كفاح نجومه ، ومثابرة مدربه ، وشعبيته التي تابعناها في كل مبارياته. وعندما حان الامتحان أمام الريال الملكي ، ملت قليلا مع اتلتيكو ، وزاد حماسي لهم ، عندما رأيت الدموع تنهمر من عيون الأطفال قبل الكبار. شعرت أن اتلتيكو هو نادي البسطاء ، وأنه يستحق من يشجعه ويصفق له ، ولهذا قررت ضمه لقائمة الإمتاع الإسبانية ، جنباً إلى جنب مع الكبيرين الريال وبرشلونة.
المدربون الوطنيون
مسؤولية تطوير المدربين السعوديين في كرة القدم ، هي مسؤولية جسيمة تقع على عاتق منظومتنا الرياضية ، بجناحيها «الهيئة العامة للرياضة واتحاد الكرة». هذه المنظومة لا زالت تتعامل مع المدرب الوطني بسطحية. فليس هناك خططاً علمية ، أو أهدافاً محددة ومرسومة ، لحاضر المدرب الوطني أو مستقبله. في عالم الاحتراف ، وفي الطريق للخصخصة ، وفي سبيل تطوير كرة القدم الاحترافية ، لا يكون الأمر سهلاً ، لفرض المدرب الوطني ، على أندية الدرجة الممتازة أو الأولى. لكن يمكن ذلك على الفرق في الدرجة الثانية. ولو تابعنا أسماء مدربي تلك الفرق لوجدنا أسماء عربية لا تملك من الخبرة أكثر مما يملكه المدرب الوطني. ولهذا أرى أن من المهم ، أن تلزم جميع أندية الدرجة الثانية ، بالتعاقد مع المدربين الوطنيين. ولعلنا نتذكر بأن أجمل ذكرياتنا وإنجازاتنا كانت مع خليل الزياني وناصر الجوهر ومحمد الخراشي.
محمد نور.. وماذا بعد ؟!
محمد نور نجم كبير في عالم كرة القدم الآسيوية ، لاعب موهوب ، صال وجال ، قاد فريقه الاتحاد لبطولات محلية وقارية كثيرة. يملك قاعدة جماهيرية عريضة. قد يختلف النقاد حول مزاجه ، لكنهم يتفقون على مهارته وموهبته وإبداعاته. مثل هذا النجم ، نتمنى له نهاية تتناسب مع كل ما قدمه في المستطيل الأخضر. المشكلة عندما يخفق في اختيار الطريقة المناسبة لتوديع الملاعب. فهل يعقل أن ينتظر محمد نور ، بعد كل تلك الإنجازات التي حققها ، إذناً للمشاركة في دوري الحواري في رمضان ؟! مجرد سؤال من محب لمحمد نور.