غسان محمد علوان
انتهى الموسم الرياضي بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ترسيخاً لمبدأ انتهجته الحكومة دوماً في إبراز دور الشاب والرياضة، والتأكيد على أنهما كانا وما زالا أحد أوجه الوطن الجميلة التي يجب أن تظهر للعالم كله بكامل الألق والتميز.
تغلب الأهلي على النصر في نهائي كأس الملك، رغم تقاسم الفريقين للأفضلية في اللقاء وميلان كفة النصر في الكثير من أوقات اللقاء. ولكن كان لـ (جوهرة الأهلي) عمر السومة الكلمة النهائية، واليد الطولى التي امتدت لتقطف الكأس الغالية من يد الغالي. تلك القيمة المضافة التي يملكها السومة كانت سبباً بعد توفيق الله بتحقيق اللقب. فاللاعب الحاسم، الهداف، حاضر التركيز في المواجهات الحاسمة واللقاءات الكبيرة هو سر نجاح أي فريق، والطريق الأقرب والأضمن لتحقيق معانقة الذهب. العجيب في اللقاء هو بروز أحمد الفريدي بشكل لافت، وتغيّر مجريات اللقاء وكفة الأفضلية بمجرد نزوله لأرضية الملعب، وتسجيله لهدف جميل أعاد للأذهان تلك اللحظات النادرة من لحظات الإبداع والتميّز الذي يملكه أحمد الفريدي. ولكنه رفض أن ينهي اللقاء بتلك الصورة الجميلة عندما تهجم على زميله لاعب الأهلي مهند عسيري الذي تداخل معه بخشونة بالغة غير مبررة، رد عليها الفريدي باللكم والرفس في منظر مخجل لا يمت للرياضة بصلة، ولم يحترم فيها الفريدي أهمية اللقاء ومكانة الحاضرين.
الأهم أن الأهلي ألحق الكأس بالدوري، معلناً أفضليته الواضحة للموسم، وتسطيره في كتب تاريخ القلعة الخضراء كموسم استثنائي بكل معنى الكلمة. موسم قاسمه الهلال فيه البطولات عدداً، ورجحت فيه كفة الأهلي (نوعاً وووزناً).
موسم استثنائي لأن الأهلي يملك في صفوفه هدافاً لا يرحم الشباك ولا يبحث عن عبارات الإعجاب بالاستعراض أو المهارات، بل ولا يرى في التصفيق قيمة ما لم يرتبط بتسجيل اسمه على شاشة الملعب كما في المرمى.
موسم استثنائي للأهلي لأنه يملك قائداً حقيقياً في الملعب. لا يكتفي بالأقوال والتصاريح، بل يقود فريقه على أرضية الملعب بقتاليته وتفانيه، واضعاً نفسه مثالاً يحتذي به جميع زملائه ومذكراً لهم على الدوام أن الفوز والانتصار لا يأتي لك باختياره، بل يقاد لك طوعاً متى ما دفعت مهره جهداً وعرقاً وقتالية.
موسم استثنائي للأهلي لأن الأهداف الكبرى خلال الموسم لم تتراجع أهميتها في سبيل مجاملة أحد. لم يقتنع بخلل داخلي على أمل أن يعتدل وحده، ولم يرض بمنظر باهت داخل الملعب دون تعديل المسار والبحث عن الانتصار وإن كان ثمنه بعض القناعات.
تلك العوامل الثلاث هي التي أبرزت الأهلي عن من سواه، وتظل بقية العوامل مكملة للعمل لا أكثر.
نبارك للأهلي ما تحقق له في هذا الموسم الاستثنائي، ويظل التحدي الأكبر هو إكمال هذا الوجه الجميل للراقي في الموسم القادم، وعدم الركون لما تحقق، بل البحث والسعي لبناء ما هو أجمل، ولا يوجد أجمل من الاستمرارية في القمة.
خاتمة
إذا رأيت الهوى في أمةٍ حكماً
فاحكم هنالك أن العقل قد ذهبا
(أحمد شوقي)