محمد عبد الرزاق القشعمي
عرفت الدكتور يحيى قبل نحو أربعين عاماً، إذْ زرت النادي الأدبي بالرياض بمقره المتواضع بحي المربع غرفة ضمن منزل صغير تشغله جمعية الثقافة والفنون عند نشأتها - عام 1396هـ- 1976م. وكنت وقتها أعمل في مكتب رعاية الشباب بالأحساء لدعوة رئيس النادي الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري لإلقاء محاضرة ضمن موسمه الثقافي وكان يشغل الغرفة معه الأستاذين يحيى ساعاتي وسليمان الحماد.
بعد سنتين انتقل عملي إلى مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحائل فاستأنفت النشاط الثقافي بين شباب الأندية الرياضية فكررت الدعوة لأبي عبدالرحمن الذي رافقه زميله (ابن جنيد) -والذي كان يدعى بالساعاتي وقتها- فرحباً بالدعوة وقضيا في حائل ليلتين ألقى ابن عقيل محاضرة تحولت فيما بعد إلى كتاب (أصول الرمز في الشعر الحديث)، عدت للرياض مطلع عام 1401هـ- 1981م لأعمل في الشئون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكان ابن جنيد محاضراً ورئيساً لقسم التزويد في عمادة شئون المكتبات والمعلومات بجامعة الملك سعود ويُحضِّر لرسالة الدكتوراه، ويرأس تحرير مجلة (عالم الكتب) إضافة لعضوية مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، وعمله أيضاً في مكتبة الجامعة.
توثقت العلاقة به وكنت أزوره في مقر المجلة في دار الرفاعي للنشر والتأليف ومعه الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي الذي كان يدير الدار ويصدر كتباً منها سلسلة المكتبة الصغيرة وقد عرضت عليه فكرة إصدار سلسلة (هذه بلادنا) للتعريف بمدن وقرى المملكة بأسلوب مبسط، يكتب عن كل بلدة أحد أبنائها، وقد رحب بالفكرة ووضعت معه الشروط فالخطوات التي يجب على الكاتب أن يتبعها وفق الأهداف المرسومة لهذه السلسلة. واصل دراسته إلى جانب عمله ليحصل على الدكتوراه في علم المكتبات والمعلومات من قسم المكتبات والمعلومات والوثائق بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1403هـ- 1983م وعين أستاذاً مساعداً ورئيساً لقسم المكتبات والمعلومات بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وفي هذا العام ولدت فكرة إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية فأصبح مستشاراً لمرحلة الإعداد والتشغيل من عام 1407هـ وفي عام 1410هـ أصبح أميناً عاماً لها. كنت أزوره وقت التحضير والإعداد وجمع الكتب وفهرستها وتصنيفها وتنظيمها في مبنى صغير بحديقة الملز التابع للأمانة، وبجواره المبنى الثاني التابع لها أيضاً والذي يشغله النادي الأدبي بالرياض والذي ما زال عضواً بمجلس إدارته، فكانت مشاغله في متابعة أمور المكتبه وإكمال منشآتها علاوة على رئاسته لتحرير «مجلة عالم الكتب» ومجلة «عالم المخطوطات والنوادر» والتي أصبح رئيساً لتحريرها أيضاً، وكذا كتاباته الصحفية الأسبوعية بجريدة الرياض والتي تحولت فيما بعد إلى كتب مستقلة أذكر منها كتاب: «من يقرأ المصباح» الذي حرر عن مؤسسة اليمامة الصحفية ضمن سلسلة كتاب (الرياض) و(المصباح) هي المجلة التي كان يصدرها اليهود بالعراق بين الحربين العالميتين، وفيها الدعوة والتهيأة لإقامة دولة لليهود في فلسطين، والتي لم يأخذها العرب بمحمل الجد، حتى وقع الفاس بالرأس.