عبدالواحد المشيقح
تحت هذا العنوان كتبت ذات يوم مُمتدحاً التكتيك الذي ينتهجه قوميز من خلال إشرافه على فريق التعاون ودوره الواضح في المُساهمة في صناعة هذا الفريق، وقُلت حينها إن قوميز مُدرب ذكي استطاع أن يُوظف لاعبيه وفق الطريقة التي تُناسبهم، وتسخير إمكاناتهم لمصلحة الفريق، وإن هذا البرتغالي يُسير لاعبي فريقه وفق الطريقة والتكتيك الذي يرغبه بفضل منهجيته الرائعة. وحينما تصل الأمور لمراحل الحسم في المُباريات، فإنه غالباً ما يقول في اللحظات الحاسمة (كش ملك) وهذه الكلمة تعني عند لاعبي الشطرنج انتهت اللعبة..!
واتضح فيما بعد أن قوميز ليس ذكياً فقط في التكتيك الفني؛ فقد أثبت أنه بارع في الضحك على أنديتنا وعدم احترام مهنته، بل هو أذكى مما تتصورون في استغلالهم والضحك عليهم، وبارع في استغلالهم أيما استغلال لمصلحته دون النظر لمصلحة الفريق الذي يُشرف على تدريبه. والمؤسف أن مسؤولي أنديتنا هُم من شجعه على التلاعب من خلال إغرائه بالمال..!
قوميز عقده كان سارياً مع التعاون وتبقى منه عام كامل، ومع هذا سمحت إدارة النصر والأهلي لنفسها في مُفاوضاته دون احترام للنادي الذي يرتبط معه بعقد، ودون احترام للمبادئ، بل ووقعت معه إدارة النصر عقداً مبدئياً، ودفعت له في الموسم الواحد ما يتقاضاه في التعاون لأكثر من خمسة مواسم! ولذا كان من الطبيعي أن يُخل بالتزامه ولا يحترم عقده، فالمبلغ مُغرٍ!.. وحينما تراجع النصر عن إتمام التعاقد فاوض الأهلي المُدرب بجدية أكثر.. وحتى لو لم ينسحب النصر فإن قوميز كان سيتجه للأهلي كون عرض الأخير يفوق العرض النصراوي بالضعف!! ألم أقل لكم بأن البرتغالي أذكى مما تتخيلون!! ويجُيد التكتيك ببراعة فائقة خارج الميدان..!
البرتغالي دخل في مُفاوضات مع النصر والأهلي وسط الموسم دون احترام لعقده مع التعاون ودون احترام لمهنته، وشتت تفكيره وشتت فريقه في تفاوضه. وشخصياً أرى بأنه لم يحترم ناديه ولم يحترم نفسه كمدرب مُحترف فضلاً من أني أمنحه الثقة بتدريب الفريق؛ فلو افترضنا أنه تلقى عرضاً في الموسم القادم من أحد الأندية لباع الأهلي مثلما باع التعاون من قبله، ولذلك فهو مُدرب أرى أنه من (العباطة) منحه الثقة..!
أعود وأقول إن النصر والأهلي كلاهما فاوضا قوميز وعقده لم ينته مع التعاون.. وهذا أمر يجعل من الآخرين مُدربين ولاعبين غير سعوديين يستغلون هذه المُزايدات لمصلحتهم، ونُشجعهم على الاستغلال الفاضح للأندية، وليس من المنطق والعقل في شيء أن نترك لهم العنان ليتلاعبوا بأنديتنا بشكل يُثير الاشمئزاز ويبعث على السُخرية. واستغفالنا بتلك الطريقة أمر مرفوض تماماً، ويجب أن لا نُباركة ونقف مكتوفي الأيدي تجاهه..!
مما يؤسف له حدوث تلك المُزيدات بيننا.. وأتمنى أن لا يخرج أحدٌ ليقول إن بين الأندية والمُدربين شرطاً جزائياً وهو الفيصل بينهما، وهذا أمرٌ ليس كافيا لإيقاف التلاعب بأنديتنا والمُزايدة فيما بينها، واستغفالها. وهُنا لا بد أن يكون للهيئة العامة للرياضة تدخلاً في هذا الشأن؛ لأن استفحال ظاهرة التفاوض مع مُدربين سارية عقودهم، والمُزايدة في عقودهم لن يكون خيراً على وسطنا الرياضي. وبرأيي أن الحل الأمثل هو عدم السماح للمدربين بإبرام عقود جديدة ما لم يُمنح موافقة من ناديه السابق، وأن لا يتم الاكتفاء بالشرط الجزائي بالمُصادقة على عقود المُدربين الجديدة؛ فالأندية التي اجتهدت وبحثت وفاوضت ومن ثم تعاقدت من يُنصفها ويأخذ حقها؟! ولو افترضنا أن أحد الأندية فاوض مُدرب المُنتخب مارفيك وتكفل بدفع شرطه الجزائي، هل سيتم المُوافقة على إتمام التعاقد معه ومُعاملته مُعاملة مُدربي الأندية؟ أم أن الوضع سيختلف؟ بالتأكيد أن الوضع سيختلف ولن يتم السماح لأي ناد من أنديتنا بالتعاقد معه، إذاً لماذا لا يكون التعامل بالمثل؟!
الخروج المُبكر..!
لا تزال مُسابقتا الكأس (الملك وولي العهد) لا تحظيان بالاهتمام الكافي من قبل الأندية؛ بسبب أن البطولتين تُقامان وسط الدوري. والفرق مُضطرة للتفريط بنتائج بطولات الكؤوس كون إمكاناتها الفنية لا تسمح لهما بالخوض في كافة المُسابقات بنفس الصورة والحرص على الظهور الجيد في الدوري؛ ولهذا يأتي حضور غالبية الفرق بمباريات الكؤوس ضعيفاً ولا يليق إطلاقاً بمسمى بطولتين لهما مكانتهما التاريخية فضلاً عن أنهما تحملان اسمين غاليين علينا جميعاً ويهمنا أن تكون تلك المُسابقتين بأفضل حالاتهما فنياً من كافة الفرق..!
في الموسم الفائت كان الأهلي هو الفريق الوحيد الذي كان ظهوره مُشرفاً في البطولات الثلاث وذلك بسبب أنه فريق مُتكامل وحالة نادرة، وبالتالي لا يُمكننا القياس عليه. ومن وجهة نظري أرى بأن إقامة كأس ولي العهد قبل بداية الدوري ولعب أدواره كاملة بما في ذلك اللقاء النهائي وإقامة كأس الملك بعد نهاية الدوري سيضمن لنا حضوراً فنياً مُشرفاً في الكأسين، وستعود المُتعة والإمتاع والإثارة من الجميع بدلاً من ضعف المُستوى الذي نُشاهده والذي وصل إلى رغبة الفرق الواضحة بالخروج من الأدوار الأولية..!