سامى اليوسف
في كل يوم يظهر تأكيد جديد على شعبية زعيم الكرة السعودية، نادي الهلال.
هذه المرة من دراسة الباحث خالد الحربي، التي بحثت في أكثر الأندية جماهيرية ومصدر المعلومة الرياضية للجماهير، وخلصت إلى أن الهلال الأول جماهيرياً في الرياض، وأن مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الأول للمعلومة الرياضية، وقد استهدفت 384 مشجعاً تم اختيارهم بشكل عشوائي يمثلون جماهير كرة القدم بالعاصمة الرياض، والمقدمة إلى جامعة نايف للعلوم الأمنية.
هذه النتيجة جاءت بعد دراستيّ اس تي سي «stc» وموبايلي، وبعد دراسة زغبي العالمية. في كل مرة تظهر لغة الأرقام، وتضع الزعيم في القمة، والصدارة في الشعبية والجماهيرية، لتلجم مثرثري الفضاء والقاعدين أمام القنوات لملء ساعات البث بكثير من الغثاء الذي بدأ ينفر الجمهور من البرامج الرياضية. المشكلة تكمن في أن هؤلاء المثرثرين يجدون بعض الأذان الصاغية، لكن سنراهن على الوقت لإخراجهم من الشاشة وعبر الأبواب الخلفية التي ولوجوا منها للإعلام.
نعم اُبتلي وسطنا الرياضي بالكثير من المحبطين، والمثبطين، والسائرين في ركب السقوط الإعلامي الرياضي، وإذا كانت بعض البرامج الرياضية هي بيئة خصبة لهم، فهذا يعود بالدرجة الأولى إلى أن من يقوم على هذه البرامج وجد نفسه مقدماً، أو معداً دون امتلاكه خلفية يعتد بها يستطيع من خلالها الحؤول دون إسفاف وسقطات بعض الضيوف، وللأسف لم تكن شبكات التواصل الاجتماعي خصوصا «تويتر» بعيداً عن المساهمة في هذا الردح الممجوج، ولكنه في الوقت ذاته كشف للجمهور هذه النوعية العابثة برياضتنا، وقدمهم على حقيقتهم بعد أن تواروا سنين مضت خلف ستار المثالية المصطنعة، فجاء «تويتر» ليزيل هذا القناع المغشوش.
وبحمد الله بدأ الجمهور يضع دستوراً غير مكتوب يرفعه في وجه كل من يحاول استمراء الخروج عن النص بشكل غير مقبول، هذا الدستور غير المكتوب، والمتفق عليه بشكل، أو بآخر أخذ في عملية التمحيص الذي نتمناه حتى نصل إلى المفهوم، والذي تطالب به الشريحة الرياضية التي نراهن عليها، هذا المفهوم هو أن «العملة الجيدة تطرد العملة الرخيصة»، الآن الكرة في ملعب الجمهور الراقي، وكل الآمال معقودة بصناع القرار في القنوات الفضائية أن ينحو هذا المنحى، ويقروا ميثاقاً شرفياً نطبقه على هؤلاء المثرثرين، الذين يريدون السير برياضتنا نحو المجهول، أو سحبها إلى قاعهم.
أخيرًا ،،،
مما قرأت في «قصة لم تتم»:
(المقاتلون في جبهات القتال يضحون وهم لا يشعرون ليخطوا لنوم النائمين طريق عالم مطمئن).