عبدالله العجلان
بالفعل لم يبق شيء في العميد إلا وأصبح معروفا عند الكل سواء الاتحاديين أو غيرهم، كل غسيلهم لم يكتفوا بنشره فوق سطوحهم بل نشروه في الشوارع والميادين وحتى الصحاري والقفار، لهم في كل وسيلة إعلامية (خناقة)، وفي كل ساعة بيان، وفي كل دقيقة تغريدة همز وغمز وشجب واستنكار، كان الجميع في البداية متعاطفاَ معهم ومتحمساَ لسماع أنينهم وإنقاذهم والاهتمام بهم لدرجة أن هيئة الرياضة وقبلها الرئاسة من أيام الأمير سلطان بن فهد ومروراً بالأمير نواف بن فيصل وانتهاءً بالأمير عبد الله بن مساعد ومعهم اتحاد الكرة، تفرغوا وانشغلوا وأشغلونا معهم بملفات وشكاوى وزيارات الاتحاد، أما وقد تطورت أمورهم إلى عبث وتهور وصراخ ولعب عيال وملاسنات مضحكة واتهامات يومية متبادلة وتصفية حسابات شخصية ومسرحيات هزلية فارغة، الخاسر فيها الاتحاد وجمهوره المقهور المغلوب على أمره، فقد تحول التعاطف إلى انزعاج وتذمر واستياء حد الاستهزاء ..
ما يجري في الاتحاد أصبح مسيئاً للرياضة السعودية وليس النادي وحده، زاد الأوضاع سوءاً أن هنالك من بين الاتحاديين من لا يريد الخير له، ويحرص على تأزيمه وزيادة حدة انقسامه أكثر من مساعدته، لم يعد لحكمائه صوت ولا لعقلائه تدخل، اختاروا الصمت والانزواء وكذلك التوقف عن دعمه أو مجرد المشاركة في حل مشاكله وتقريب وجهات النظر بين أطراف نزاعه، يتفرجون على فرار نجومه والارتماء في نعيم وصفاء وهناء وسعادة وبطولات جارهم ومنافسهم الأهلي وكأن شيئاً لم يكن، الفيفا يحذرهم يهددهم، هيئة الرياضة تمد لهم يد المساعدة وتضع أمامهم الحلول وخارطة طريق الإنقاذ فلا حياة لمن تنادي..!
القرارات الأخيرة لهيئة الرياضة ستكون مفترق طرق للاتحاديين، إما أن يعودوا لرشدهم ويحكموا عقولهم قبل عواطفهم حباً وانتماء ووفاء لناديهم ، أو أن يواصلوا من جديد المزيد من عنادهم المدمر وصراعاتهم المؤذية وحروبهم السخيفة، وساعتها سيكون انتشاله من غرقه مستحيلاً ..
لعبها صح كحيلان
بعيداً عن تقييم قرار عدول الأمير فيصل بن تركي عن استقالته وهل سيكون لمصلحة النصر أو العكس، فإن الكثيرين انقسموا حول مغزى الاستقالة أساساً، لماذا اتخذ القرار وشدد عليه أكثر من مرة ثم فجأة تراجع عنه وفي ظروف مشابهة لما قبل الاستقالة، أي أنه لم يطرأ جديد يغريه ويسمح له بالاستمرار رئيساً ..؟!
هناك من رأى بل وكتب بعد الاستقالة بأنه سيتراجع عنها، وبغض النظر عن رؤية هؤلاء ومبرراتهم، فإن كان بالفعل اتخذ القرار وهو يدرك مسبقاً أنه سيعود فهذا يعني أن كحيلان (لعبها صح)، حيث استطاع في الأيام التي سبقت قراره الأخير أن يجعل جمهور النصر ينسى ألم ومعاناة الخروج من الموسم بلا بطولات وكذلك الهبوط المفجع إلى المركز الثامن في الدوري ويتفرغ معظمه للمطالبة بعودته، ومن جهة ثانية كشف لمعارضيه وخصومه خاصة وللنصراويين عموماً ووضع الجميع أمام الأمر الواقع وأن الأمير فيصل بن تركي هو وحده من يملك المقدرة والقوة والجرأة والشجاعة التي تؤهله لرئاسة النصر..!
الأكيد أن الأمير فيصل لن يتمكن فور عودته من ترتيب كل أوراق الفريق المبعثرة وتسوية مختلف المشاكل المتراكمة، ولكن على الأقل سينقذ النصر من كارثة الفراغ والضياع وعدم الاستقرار، كما أن أعضاء الشرف مطالبون بأن يكونوا عند وعدهم ولا يخذلوه ويتركوه وحيداً ينفق ويدير، عليهم أن يدعموه ويقفوا معه لأن المستفيد الأول والأخير هو النصر الكيان وليس الرئيس كحيلان ..