أ. د.عثمان بن صالح العامر
في خطوة غير مسبوقة، 60 % تشملهم حركة النقل الخارجي «72135 معلماً ومعلمة، من إجمالي المتقدمين 142000»، وفي نظري أن هذه هي الخطوة الأساس لأمرين مهمين في مسيرتنا التعليمية هما:
# تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي والذهني للمعلم والمعلمة اللذين ظلا سنوات عديدة بَعِيدَيْنِ عن أسرهما في منطقة أخرى، وربما الزوج يدرِّس في منطقة ويسكنها، وزوجته في قرية نائية تذهب لها كل صباح ولا تعود إلا بعد العصر، لا لشيء إلا لأن فلسفة الوزارة كانت قائمة على التعيين العشوائي، بل ربما المقصود والموجه المرتكز على حقيقة قطعية لا يشك فيها أحد منا، ألا وهي أن مناطق المملكة واحدة، ومن اختار هذه المهنة الشريفة يجب أن يقوم بأداء رسالته التربوية في أي مكان وجّه له، دون أن يراعي القائمون على حركة التعيين في إدارة شؤون المعلمين بالوزارة الجانب الإنساني الذي يتحقق معه الاستقرار ومن ثمّ العطاء والإنتاجية الأعلى كما هو معروف.
# كسب ولاءات المعلمين وإحياء شعورهم بالانتماء الحقيقي لوزارتهم التي لا تقف في خندق وهم في الخندق المقابل، بل هي من يسعى للوفاء لهم، ومراعاة ظروفهم، وتلبية احتياجاتهم حسب شروط وأنظمة يتم تطبيقها على الجميع.
شخصياً أعتقد أن هذه الخطوة التي تمّت ستمهد لنقلة حقيقية في جودة التعليم، إذ إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، والرقم الأهم في الميدان التربوي، ومتى حصل على ما يرى أنه حق له، ويحقق له الاستقرار الأسري، فستتضاعف إنتاجيته وسيحرص على أداء رسالته على أتم وجه.
بقي أن نذكّر المعلم الذي يتمتع هذه الأيام بإجازته السنوية أن عليه -وقد نال ما يتمنى- أن يبادر إلى إعادة ترتيب أولوياته الوظيفية، جاعلاً الطالب همّه الأول تعليماً وتربية وتهذيباً، فمهنة التدريس أمانة ومسؤولية، وبناء العقول أشد وأصعب من تشييد الجسور، وزماننا هذا زمن بناء الإنسان والمراهنة عليه في عالم العولمة الصعب.
إنني في الوقت الذي أزجي فيه جزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم على هذا الإنجاز أتطلع إلى أن تنعكس هذه الخطوة -الجريئة وفي المسار الصحيح- على تدريس أبنائنا، وأن يكون المعلمون والمعلمات كما ننتظر نحن أولياء الأمور، وأن نشهد عاماً دراسياً مختلفًا جودة وإتقاناً، فالوطن بحاجة في مرحلته القادمة -حسبما نصّت عليه الرؤية وألمح إليه مشروع التحول الوطني- إلى كل المبادرات الشابة التواقةِ للوصول إلى العالمية، والمشرئبّة للتميز والتفوق الدولي، من أجل غد أفضل لجيل المستقبل المنتظر، دمتم بخير، وإلى لقاء والسلام.