عبدالواحد المشيقح
حينما أعلن رئيس النصر استقالته من كُرسي الرئاسة.. خاف بعض النصراويين على مُستقبل ناديهم بينما فرح البعض الآخر ومارس السعادة برحيله، أي أن ردود الفعل جاءت مُتباينة وكلا الطرفين لم ينجح في رأيي بتحليل الواقع النصراوي تحليلاً منطقياً بعيداً عن التسرع والعاطفة والأهداف الأخرى. وفي الطرفين أيضاً غاب العقل والمنطق؛ فالذين هللوا لرحيل فيصل بن تركي (هُم) أول من مارس الزفة بخبر عدوله عن الاستقالة حتى ولو كان مُبررهم وأد الصراعات التي ظهرت بمجرد إعلان الرئيس استقالته وأنه بعدوله سيقضي النصراويون على ميدان الصراع الذي لا نقول إنه ظهر لكنه عاد من جديد كون عودة فيصل بن تركي ستوقف أي صدام مُحتمل بين أصحاب الصراعات..!
الانقسام النصراوي وضح جلياً من خلال البيانات المُتبادلة ثُم انسحاب الداعم، وحتى أعضاء الشرف عندما أعلنوا عن تبرعهم بـ(65) مليوناً لم يكن يدور بخلدهم أن يُقدموا على ذلك لولا الأحداث الأخيرة، بمعنى أنه كان رداً على البيانات وعلى الانسحابات، ولو لم تحدث تلك التطورات لما جاء هذا الدعم الكبير!
والغريب أن الرقم وصل (65) مليوناً دون زيادة أو نقصان.. وهو الرقم الذي كان قد أعلنه الداعم بأنه مُتكفل بتأمينه للإدارة الجديدة، فالرقم الذي أعلنه الداعم هو نفسه الذي تكفل به الشرفيون وهو رقم لم يأت من باب الصدفة، طبعا أمر صعب إن لم يكن مُستحيلاً أن الرقم جاء بالمُصادفة، ولهذا فتح رجال النصر على أنفسهم الباب للتأويلات وهذا لا يعني التقليل من دعمهم لكن الخلاف على الرقم، وحتى في إعلان نتائج الاجتماع لم يتم الإشارة إلى جهود الرجل الداعم ودوره الرئيسي في إعادة الفريق الأصفر للواجهة، ومُحاولة ثنيه عن ابتعاده بدلاً من إعلان رقم سبق للداعم أن تكفل به للإدارة الجديدة!
الانقسامات النصراوية ليست وليدة الأمس أو اليوم فقد كانت انقسامات واضحة نجح فيصل بن تركي في فترته الرئاسية من القضاء على غالبيتها، فهو رجل النصر الحديث، وهو في رأيي الشخصي من أفضل الإداريين، والدلائل على ذلك كثيرة، لكن باستقالته ثم العدول عنها أفرز انقسامات جديدة وهو الذي نجح في وقت مضى من القضاء عليها، وهُنا وضع فيصل بن تركي ناديه في وضع يصعب الخروج منه بسهولة..!
المُشكلة ليست في تراجع فيصل بن تركي، أو من يؤيده ومن يُعارضه، بل في الانقسامات التي ظهرت، الأمر الذي بدوره سيُغيب العمل التكاملي الذي لن يكون إلا بدعم جماعي وضخ مالي.
أثبتت الأيام التي عاد بها النصر لساحة البطولات أن لا أحد يستطيع مُجاراة العضو الداعم بدعمه السخي، وسيأتي اليوم الذي سيلمس فيه عشاق النصر الفراغ الكبير الذي سيتركه الداعم داخل ناديهم فبغياب العمل الجماعي سيغيب التخطيط السليم، والرؤية الصحيحة، وستعود الارتجالية في التعاقدات مع المُدربين واللاعبين المحليين وغير السعوديين!
ما يؤرق جماهير النصر، هو ابتعاد الداعم فضلاً عن نشوء المزيد من الانشقاقات التي قد تؤدي إلى ابتعاد أعضاء مؤثرين جُدد، وهو أمر مُتوقع حدوثه، فغياب أسماء نصراوية معروفة ومؤثرة عن الاجتماع الأخير كُلها دلالات على انسحاب أسماء جديدة وهذا الأمر لن يكون خيراً على المُستقبل النصراوي الذي يتطلب وقفة جماعية، لا ابتعادات وانقسامات تهز كُل ما بُني في الفترة الماضية التي أعادت النصر للساحة!
الأيام القادمة صعبة تماماً.. لأن خلاف المُنقسمين لا يبدو قابلاً للحل.. وهناك إدراك تام أن عودة الداعم هي من ستقضي على الانقسامات أما إصراره على الابتعاد فإن ذلك سينعكس سلباً على الوضع النصراوي بكل تأكيد وسيُزعزع الاستقرار داخل النادي والأهم من هذا كُله أن في نهاية الموسم القادم إن حدث الفشل فيه لن تُحمل الإدارة النصراوية نفسها أي إخفاق.. لأنهم سينسبون الفشل لغيرهم بحجة أن الضغوط مورست عليهم بالعمل بالنادي دون رغبة منهم، وأنهم لولا تلك الضغوط لما عدلوا عن استقالتهم، وبالتالي فإن ضيق الوقت لم يُسعفهم على إعداد وتجهيز الفريق بالصورة المُثلى، بمعنى أنهم مجهزين العذر قبل الفلقة..!
رحمك الله مهنا
فُجع الوسط الرياضي بالقصيم برحيل المُشرف على فريق التعاون السابق مهنا المهنا وهو أحد الإداريين الذين عملوا بصدق وحُب ووفاء فكان النجاح حليفه، بل واقترن اسمه بصعود التعاون لدوري الكبار لأول مرة في تاريخه كونه أحد صُناع ذلك الإنجاز.
عرفت المهنا عن قُرب، رجلاً طيباً، محبوباً من الجميع، عمل بكل إخلاص ووفاء لناديه، ابتسامته لا تُفارقه إطلاقاً، مُحباً لكل الناس، ولذلك فهم أحبوه، فلا يُمكن لأي من عرفه، وتعامل معه، ولمس عمله، إلا أن يُحبه ويتمنى له كُل خير.
اللهم افسح له في قبره، وتجاوز عنه، وأنزله منزلة الصديقين والشهداء، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.