سعد السعود
مخطئ من يظن أن أنديتنا تتعلم من أخطائها.. ومخطئ من يعتقد أن فرقنا تتعلم من دروس ماضيها.. ذات الموال الصيفي نسمعه كل موسم.. يتكرر بذات السيناريو المتعثر ومع هذا نجد مسيري الأندية لا تهتم.
الفريق الفلاني يغادر لمعسكره بلا مدرب.. والفريق العلاني يصل لمعسكره ولم يكتمل الأجانب.. والفريق الثالث استقر في مكان تدريباته الخارجية ولم يتفق بعد مع أي فريق أجنبي يلتقيه ودياً.. وفريق رابع ذهب إلى هناك سائحاً فرئيسه غير موجود وإداريوه كل في إجازته.. ثم ماذا بعد؟!
أي فائدة نرجوها من معسكرات تقوم بالتجزئة؟ أسبوع أو أقل وتبدأ بعض الفرق استعداداتها للموسم الجديد ولا جديد.. فالشباب والهلال مثلاً يبدأون في 20 رمضان.. النصر ليس ببعيد حيث تنطلق تدريباته في 25 رمضان وكذلك الاتحاد وإن لم يحدد بشكل دقيق.. في حين كافأ الأهلي لاعبيه بتأخير بدء التدريبات لما بعد عيد الفطر.. وبقية الفرق إن لم تبدأ بعد أيام قليلة فلن تتجوز ثالث عيد الفطر بالبداية.
لكن الملاحظ أن لا هذا ولا ذاك قد أغلق ملفاته.. ويبدو أن أسطوانة كل موسم في بدء المعسكر بلا اكتمال تجهيزاته ستتكرر من جديد.. ولا أدري متى تستفيق أنديتنا وتنهي أمورها مبكراً.. لكي تستفيد من كامل مدة المعسكر بشكل صحيح.. ليبني المدرب خطته اللياقية والفنية بتواجد جميع العناصر.
ولم يعلم مسيرو الأندية أن هذا التأخر في ترتيبات المعسكر يترتب عليه تالياً عدة أمور لعل من أهمها: بدء الموسم بلا اكتمال كتيبة الفريق وهذا الأمر سيجني تبعاته الفريق في الموسم الرياضي حيث ستضعف لياقة اللاعبين المستقطبين غير الملتحقين بالمعسكر من بداية تدشينه.. علاوةً على تعدد الإصابات سواءً الشد أو حتى الرباط مع بدء معترك المباريات الرسمية.. فضلاً عما يحدث ربما من خسارة نقاط في أول المشوار قد يصعب تعويضها في نهايته.
وأخيراً ليدرك مسئولو الفرق أهمية المعسكرات قبل بدء الموسم وفائدتها الفنية واللياقة والذهنية فإني لا أجد أفضل من هذا التوضيح الذي ورد في صحيفة عربية متخصصة بالشأن الرياضي حيث تحدثت فيه عن أهم أهداف الأجهزة الفنية من المعسكرات بقولها:
يعتبر بناء الفريق هو الهدف الأكثر وضوحاً الذي يعتبره خبراء التدريب الهدف الأول الذي ينبغي العمل على تحقيقه خلال المعسكر الإعدادي الذي يسبق انطلاقة الموسم التنافسي، وهو محاولة بناء نسيج داخلي يسهم في ترابط قوي ومتين بين لاعبي الفريق وهو الترابط الذي ينبغي أن يستمر خلال الموسم.
وفي الحقيقة يقول خبراء التدريب أنه لا توجد طريقة أفضل من المعسكرات الإعدادية لبناء روح الفريق مثل المعسكرات الإعدادية التي تسبق انطلاقة الموسم لأن التجمع والسفر خلال الموسم لأداء المباريات لا يخلق مثل هذه الروح.
وكما يوضح الخبراء فإنه وقبل انطلاقة أي موسم تنافسي تقوم الأندية بتسجيل لاعبين جدد، وأحياناً أجهزة فنية جديدة لم تتح لها الفرصة الكافية للالتقاء بلاعبيها وفي هذه الحالات يتيح المعسكر الإعدادي الفرصة للترابط والتواصل بين اللاعبين القدامى والجدد وكذلك بين الأجهزة الفنية الجديدة واللاعبين.
ويأتي هدف تطوير عقلية اللاعب في المرتبة الثانية من حيث الأهداف والسبب الواضح من هذا هو اعتماد اللاعبين على المعلومات التي ينالونها في المعسكر واستخدامها خلال المباريات التنافسية.
ومن ثم تهدف الأجهزة الفنية لاختيار لاعبين من المجموعة يتمتعون بروح القيادة ومثل هذه النوعية من اللاعبين لها أهمية قصوى في كل الأندية المحترفة الكبرى وحتى أندية الهواة الصغرى.
وفي المرتبة الرابعة تأتي اللياقة البدنية، وبعض الأجهزة الفنية تعمل على رفع معدلات اللياقة البدنية ولكن بعضها يتجه لدمج اكتساب اللياقة البدنية مع أنشطة بناء الفريق الأخرى، وهناك أهداف أخرى مثل تعليم اللاعبين خلال المعسكر عن طريق الاستماع لبعض المحاضرات في اليوم الأول للمعسكر حول التنظيم ومن ثم تطبيق ما تعلموه عندما يتجهوا للملعب.
آخر سطر
قبل كل شيء الاستعداد هو سر النجاح. (هنري فورد)