عمر إبراهيم الرشيد
يعد الإنجليز من أغزر الشعوب إنتاجًا أدبيًا رواية ومسرحًا وإلى حد ما شعرًا، بدءًا بالكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي الأول وليم شكسبير في القرن السادس عشر الميلادي. المبادرة البريطانية باستخدام الروايات كجزء من العلاج للمرضى تكشف عن تأثير هذا الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي الضخم، أمر متوقع وليس بمستغرب على الإنجليز.
ولا ننسى دور القراءة كقيمة لدى هذا الشعب والغربيين عمومًا ومنذ انطلاق عصر النهضة والانعتاق من الحجر الكنسي على العقول والفكر عامة هناك.
المبادرة المبدعة ثمرة تعاون هيئات ثقافية بريطانية مع أخرى طبية، فقدمت الأولى قائمة بروايات شهيرة وسير ذاتية ملهمة مع كتب التطوير الذاتي والنفسي، ويقوم الأطباء بتقديم وصفة علاج طبية بطبيعة الحال متضمنة وصفة فكرية ثقافية برواية يوصي الطبيب المريض بقراءتها، لتأثيرها الإيجابي بما تحويه من تجارب إنسانية ثرية تساعد المريض في تقوية إرادته وبالتالي فرص شفائه.
وسواء كان هذا المريض مراهقًا أو راشدًا أو كهلاً، مصابًا بالسرطان أو يعاني من علة نفسية.
هيئة القراءة البريطانية ذكرت أن المكتبات العامة شهدت تزايدًا في نسبة استعارة الكتب بلغت 345 بالمائة بعد هذه المبادرة، ويقول أحد المراهقين الذين استفادوا من هذه الطريقة أننا عادة لا نحب النصائح المباشرة مفضلين أن تأتي بطريقة غير مباشرة، عن طريق قصة أو رواية.
ولا يخفى تأثير نمط الحياة المعاصرة على المراهق والكبير كذلك، من قلق واكتئاب ومشاعر سلبية تدفع البعض منهم خاصة في الغرب إلى الجريمة أو الإدمان أو المرض النفسي وفي حالات إلى الانتحار.
نحن الآن في شهر القرآن أعظم الكتب، ثلثاه قصص للأنبياء والصالحين والملوك وشخصيات تاريخية وأخرى بعضها غير معروف أو محدد، والهدف بث العبرة وإيصال القيم إلى النفوس بأعلى بيان وأجمل سرد وبتصوير إعجازي.
هذا الكتاب الخالد الذي ما أن يسمعه حتى من لا يفهم العربية إلا وينتابه شعور بأنه يسمع كلامًا ليس من بني البشر.
إنه نور وعلاج للأسقام وتقبل الله صيامكم.