عبدالله العجلان
استرعى انتباهي في مضمون بيان الهيئة قبل الأخير الخاص بنادي الاتحاد، تأكيده على فتح باب الانضمام لعضوية الجمعية العمومية لمحبي وجماهير النادي في كافة مدن المملكة، على أن تجرى انتخابات مجلس الإدارة الجديد عبر النظام الإلكتروني، وباستثناء الزميل دباس الدوسري فإن الكثيرين لم يتوقفوا طويلاً ولم يبدوا اهتماماً لهذا الإجراء الذي أراه خطوة مهمة ليس فقط لضبط الانتخابات، وإنما لتوسيع دائرة المشاركة في التصويت لأكبر عدد من أعضاء الجمعية العمومية..
نعم هي خطوة رائعة تشكر عليها الهيئة الرياضية، لكن في تقديري أن الفائدة منها ستكون أكبر وعدد أعضاء الجمعية العمومية سيرتفع، لو أتيحت كذلك فرصة الانضمام للعضوية لمشجعي ومحبي الأندية في أي مكان في العالم، ودفع رسوم الاشتراك من خلال التسجيل والتسديد إلكترونياً بدلاً من الطريقة التقليدية القديمة المتعبة والمعقدة، والتي أدت إلى عزوف الكثيرين من محبي الأندية عن الانضمام للعضوية، وبالتالي خسارة الأندية لمشاركتهم في الانتخابات، وفي حضور الجمعيات العمومية العادية وغير العادية، ولتفاعلهم وتواصلهم ولدعمهم المادي والمعنوي، لدرجة أن نادياً جماهيرياً كبيراً بحجم الاتحاد، لم يسجل في جمعيته العمومية الأخيرة سوى (309) أعضاء..!
كتبت وتحدثت كثيراً عن ضرورة تفعيل دور الجمعيات العمومية للأندية، واعتبارها المرجعية المهمة والقاعدة الصلبة لإدارات الأندية لضبط أدائها ومراقبة قراراتها وإيراداتها ومصروفاتها ومراجعة قوائمها المالية وتقييم مخرجاتها ومحاسبتها على أخطائها وكذلك تحفيزها وتثمين وتقدير نجاحاتها، وعلى الرغم من وجود مثل هذه المسئوليات والأدوار للجمعية في اللائحة المنظمة للأندية ومطالبتها بانعقادها سنوياً، إلاّ أن تطبيقها على أرض الواقع مازال محدوداً أو بالأصح معدوماً لدى معظم الأندية وبالذات الكبيرة منها للأسباب التي أشرت إليها، ومن أبرزها عدم توفر الآلية المرنة لتشكيل الجمعية العمومية وتسهيل إجراءات الانضمام إليها ودفع الرسوم السنوية المترتبة عليها، وخصوصاً في هذا الوقت المتطور الذي أصبحت فيه التقنية الحديثة والأنظمة الإلكترونية متوفرة للجميع، ومستخدمة في أغلب شئون الحياة ومجال المعاملات والخدمات الحكومية وغيرها ..
أعود للقول إنني سعدت بخطوة الهيئة الرياضية باعتمادها لأول مرة انتخاب مجلس إدارة الاتحاد عبر النظام الإلكتروني، وبحكم أن الوقت قد لا يسمح للهيئة بالبدء في إجراءات تسجيل وتسديد عضوية الجمعية إلكترونياً بالنسبة للحالة والظروف الاتحادية الراهنة، فإنني أتطلع ويتطلع معي الكثيرون في الأندية والوسط الرياضي عموماً، إلى إقرار هذا التنظيم في المرحلة المقبلة وفي سائر الجمعيات العمومية للأندية، وهي عملية ممكنة تقنياً وغير مكلفة مادياً ومجدية عملياً، ولها فوائد تنظيمية ومعلوماتية متعددة، بحسب ما ذكره لي مدير عام شركة انتشار المتحدة والمتخصصة في مجال العمل عن بُعد المهندس فهد الكعيك، والذي أوضح أن هذه الخدمة ستكون تحت إشراف وإدارة الهيئة، وهي بدورها ستمنح كل نادٍ بوابة إلكترونية خاصة به، يستطيع من خلالها استقبال طلبات الانضمام للعضوية وتجديدها وتسديد الرسوم المقررة لها كما في المرافق والخدمات الحكومية والأهلية الأخرى..
الموضوع في غاية الأهمية لزيادة مداخيل الأندية ولانتشالها من حالة الفوضى والارتجالية، والتي أنتجت ما نراه حالياً من ضياع مالي وإداري لم يكن أكثر المتشائمين يتخيل الوصول إليه بسبب إهمالها وسوء تقديرها لدور الجمعيات العمومية، إلى جانب أن تطبيق هذه التنظيمات الحديثة يتماشى مع توجهات الهيئة العامة للرياضة فيما يخص العمل بأسلوب الإدارة الإلكترونية، وبما يمهد لخطوات تنظيمية قادمة للهيئة وللأندية سواء في اتجاهها نحو المزيد من الشفافية أو عند تخصيصها ورفع مستوى استثماراتها..