ناصر الصِرامي
يوجد 8.1 مليارات جهاز متصل بالإنترنت على مستوى العالم، وذلك العدد أكبر من عدد سكان الأرض، الذي بلغ 7.4 مليارات نسمة، حسب آخر التقديرات. هذه الأرقام حتى نهاية العام 2015، وقد تكون تصاعدت في الستة الأشهر الأخيرة، مقابل تناقص البشر من الحروب والإرهاب وبعض الظواهر الطبيعية، ولا ننسى الحوادث المرورية المروعة أيضاً..!
وبحسب مؤسسة «آي إتش إس IHS «، فإننا أمام أرقام استثنائية لعدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت حول العالم، يشمل ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكمبيوترات الشخصية وأجهزة التلفزيون وملحقاتها، بالإضافة إلى الأجهزة الصوتية.
ميريك كينغستون، وهو من بين المحللين لمؤسسة IHS ، يؤكد أن التزايد الكبير للأجهزة المتصلة بالإنترنت له آثاره على الاستهلاك الإعلامي والإنتاج الإعلامي والبنية التحتية للاتصالات السريعة وعلى قطاع الشبكات وإدارة الشبكة العالمية.
وهنا - أي قطاعي الإعلام والاتصالات - المؤثرات الأبرز في حياتنا اليومية يقتربان أكثر لدرجة الالتصاق مع تفاصيلنا اللحظية. ثم معنا شبكات التواصل الاجتماعي والألعاب التي حفزت بشكل واضح استخدم الأجهزة لمختلف الأعمار والأجناس والمستويات كذلك.
حيث يلاحظ أن عدد الهواتف الذكية تجاوز الأجهزة اللوحية بخمسة أضعاف، والزيادة الأكبر في الأجهزة المتصلة بالإنترنت هو بين الهواتف الذكية..!
ليس ذلك وحسب، فقد سجلت سوق المبيعات لملحقات التلفزيون الذكية مثل Apple TV، و Chromecast من شركة جوجل نمواً هي الأخرى. وجوجل وحدها تفوقت على أبل في مبيعات هذه الأجهزة، ففي الربع الأول من العام الحالي باعت أبل 1.7 مليون جهاز Apple TV في حين باعت جوجل 3.2 ملايين جهاز كروم كاست. وهو ما يظهر حجم المنافسة الحالية والمرتقبة.
بالمناسبة ذلك كله يحدث من قبل الشركات الأمريكية التي تسيطر على صناعة المعلومات بمختلف مفاصلها على كوكبنا.
قد يخطر في بالك «سامسونج» لكن هذه أيضاً، تعد الولايات المتحدة الأمريكية سوقها الأول، وسبق أن رضخت للتشريعات الأمريكية بعد سلسلة من القضايا المتعلقة بالاحتكار والملكية الفكرية .. الخ
في صناعة المعلومات، والذكاء الاصطناعي تظل أمريكا هي المهيمن على أهم التطبيقات ومخازن المعلومات على الكرة الأرضيّة. لا يحتاجها الأمر إلى المثير من الجدل أو الإثبات، يكفي أن تتأمل استخدامك اليومي، وكيف تتم عملية اتصالك بأقرب أو أبعد الناس عنك لتدرك هذه الحقيقة.. لكن ذلك موضوع آخر!
كيف سيتطور تواصلنا الاجتماعي عبر هذه التطبيقات المتعاظمة، وعبر الأجهزة التى تتفوق «كما» اليوم على البشر، قبل أن تصل للتفوق «النوعي» أيضاً..؟!
مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك، قال إن العالم سيدخل عصر «الماتريكس» في غضون خمسين عاماً من الآن، في حواره الأخير مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ويقصد زوكربيرغ بـ»الماتريكس» الذكاء الاصطناعي، بمعنى أن تمتلك الآلات والأجهزة ذكاءً يفوق ذكاء البشر، ويمكنها من حل أصعب المشكلات وأعقدها من دون الحاجة إلى تدخل بشري..!
وعلى مستوى الاستخدام اليومي ، توقع زوكربيرغ أن تصبح مواقع التواصل الاجتماعي قادرة على تطبيق فكرة التخاطر «Telepathy»، وتعني قراءة عقول البشر والوصول إلى ما فيها من أفكار ونوايا.
وهذه بدايات مغرية .. تستحق أن يكون الخيال في مستوى توقعاتها..
الآن أنصحك بمشاهدة الأجزاء الثلاثة من الفيلم السينمائي ماتريكس (المصفوفة) (The Matrix) ، هو جزء من الخيال الذي يقود الذكاء الاصطناعي.. مشاهدة ممتعة...!