حمد بن عبدالله القاضي
* هنا لن أتحدث عن البر بالأمهات والآباء بعد رحيلهم بشكل عام، فبحمد الله الجميع يبرّون بهم بالدعاء والصدقة وصلة رحمهم وغيرها.
لكن هنا أتحدث عن فئة معينة من الأبناء ظهر برَّهم بوالديهم للناس وانتفع به الكثيرون ذلك هم أولئك القادرون ماديا أو كان آباؤهم وأمهاتهم الراحلون من ذوي الاقتدار المادي فبادروا بالأعمال الخيرية لهم بعد رحيلهم، سواء كانت مؤسسات أو جمعيات أو مَبَرَّات أو جوائز أو مدارس أو مستوصفات أو مساجد، فأضحت هذه الأعمال شموعا مضيئة بالعلم والخير والعمل الخيري والاجتماعي، وظل هؤلاء البنات والأولاد يرعونها وتنال اهتمامهم وعنايتهم ومتابعتهم حتى يستمر نهر عطائها وخيرها.
وأمثال هؤلاء كثيرون بحمد الله، وتحضرني هنا بعض أسماء مؤسسات الأعمال الخيرية والاجتماعية، أنشأها أو قام عليها الأولاد البارون من ذكور وإناث مثل جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان لحفظ القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة التي أقامها أبناؤه وبناته ووالدتهم، وتقوم ابنته الفاضلة»الجوهرة» بإدارة هذه الجائزة، وكذا مدارس التحفيظ التي أقامها، رحمه الله بحريملاء خلال حياته واستمرت ناشرة للضياء بعد رحيله.
ومن هذه المعالم المضيئة: مؤسسة الشيخ محمد العثيمين الخيرية بعنيزة التي أضحت منارة علمية تنشر علم الشيخ وكتبه، وتقوم بأعمال خيرية مباركة وتنظم حملات الحج لغير القادرين وغيرها، ولولا الله ثم إخوته وأبناؤه وتلامذته ومحبوه الذين قاموا على هذه المؤسسة ولا زالوا، لما ظلَّ فجر عطائها، رحم الله شيخنا الجليل.
ومن هذه المؤسسات مبرة الشيخ إبراهيم آل إبراهيم بمشروعاتها الخيرية وصدقاتها الكبيرة، والتي أقامها أبناؤه الكرام وظلوا يرعونها، وفي مقدمتهم ابناه الشيخان عبدالعزيز وخالد.
ومن المؤسسات الناجحة التي خدمت تاريخ بلادنا، مؤسسة الشيخ حمد الجاسر التي بقدر ما أبقت ذكره ونشرت علمه، فقد أصبحت رافدا ثقافيا وعلميا من روافد وطننا الثقافية والعلمية، وقد جاء قيام هذه المؤسسة ببادرة من أسرة الراحل العلامة، وثلة من تلامذته الأوفياء، وبارك هذه البادرة ودعمها ووقف معها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، وفاءً منه للشيخ المؤرخ، وإبقاءً لفيض علمه أمام طالبيه، وقد نجحت هذه المؤسسة بتحقيق أهدافها بتوفيق الله ومن أهم أسباب ذلك تولّي ابنه البار م/ معن الجاسر إدارتها منذ قيامها، بل أصبح لها الأولوية في أعمالها، برا منه ومن والدته وأخواته بوالدهم العلامة، ويعاضدهم مجلس أمنائها ومنسوبوا مركزها الثقافي.
وبعد:
هذه نماذج فقط من تلك المؤسسات الخيرية والاجتماعية والعلمية التي تولاها أبناء الراحلين، وهناك العشرات غيرها ولكن لا يتسع حيز المقال لتعدادها، ولعلني أعود لتناول هذا الموضوع مرة أخرى.
إطلالات حياتية
من أصدق الرسائل من صديقي الحكيم هذه الرسالة «الواتسية»
«* يُدبّر الأمر *
يندهش الإنسان من أمور تحدث له بغير تخطيط أو تفكير منه: سارة أو مؤلمة لكن عندها ليتذكر «يدبر الأمر» ولتوكل على المدّبر ليرتح قلبه»
« عامل الصغار بأخلاقك لا بأخلاقهم»
هذا سموّ بالتعامل بقدر ما يرقى بتعاملك فهو يحفز الآخرين لتهذيب تعاملهم
رائعون من يقْدرون ذلك
مقولة تنبض صدقا وإنسانية
(جميل أن تعطي من يسألك ما هو بحاجة إليه, ولكن الأجمل أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته)
العطاء رحمة وارتياح
* آخر الجداول *
للشاعر المكي: مصطفى زقزوق:
((طفت بالبيت واحتواني الغمام
في خشوع وطاب هذا المرام
فهنا المسجد الحرام ملاذ
وهنا الأمن والحجى والوئام
حرم آمن ورب غفور
وكريم يرتجيه الأنام))