أحمد محمد الطويان
الطائفيون يزيدون المشكلة تعقيداً بيننا وبين إيران، لدينا متطرفون كما لدى إيران، ولكن الفرق أن متطرفينا أصغر حجماً وأقل عدداً وتأثيرهم ليس فعالاً، ولكنهم بلا شك مزعجين، أما متطرفيهم يحكمون الدولة، ويحددون سياساتها وحولوا الدولة إلى ثورة، وهم ليسوا إلا متطفلين على الدولة ومغتصبين للثورة. يعرف كل من قرأ في كتاب الثورة الإيرانية المفتوح منذ 1979 أن الدين وسيلة الحكام الثوريين في طهران، ولم يكن في يوم من الأيام غاية، وهذه الفئة المتطرفة الحاكمة «الخمينية» هي أشد المذاهب «الدينسياسية» تطرفاً وتشدداً، ولا شيء يسعدها مثل ربط إيران الدولة بالشيعة والتشيع وبمرجعية المذهب. يمنح بعض العوام في بلداننا شرف تدعيه ولا تستحقه إيران، فهي أبعد ما تكون عن الشيعة، وأقرب ما تكون إلى قائد عصابة جمع حوله المجرمين وقطاع الطرق والشاذين.
يجب أن نبعد التحليل السياسي عن فلسفات العوام، وتشنجات المتطرفين، وأن نكشف انحرافات الإيرانيين ونرد عليها بما يستحقونه، وأن لا نسمح لهم بقيادة انفعالاتنا.
جرائم إيران تحتاج فقط إلى من يفهم السياسة السعودية القوية، ويوظفها إعلامياً، ستهتز هذه الدولة الهشة وسيظهر ضعفها وعدم قدرتها على تحريك بعوضة واحدة بوجهنا وليس إنسان! نعم إيران أضعف بكثير وأضعف مما نتصوره، قام نظامها السياسي على كذبة، وكبر مشروعها بالكذب، ووالاها من والاها بالكذب،، لو جابه الإعلام المحترف أكوام الكذب بالحقائق، ستنهار الأكاذيب وتتداعى مؤسسة الحكم.
ولكن نجحت إيران في إشغال البعض بالمشكلة الطائفية، وأصبح عددا ليس كثيرا يتعامل مع الملف الإيراني وفي عقله هاجس المذهب، ولم نفكر بالطريقة التي ضحك فيها المشرعون الكبار في هذا النظام على الشيعة وعلينا باسم الدين، استخدم انحرافات «جماعة الحجتية» وهي جماعة دينية متطرفة تدعو لنشر الفساد والقتل والفتنة حتى يعجل هذا بظهور المهدي!
إضافة للخرافات والبدع التي تؤكد حرف الدين إلى مسار خدمة السياسة، واستخدمت هذه الأفكار المتطرفة استخبارياً لتأسيس هذه المرجعية السياسية الثورية.
نحن لا نتعامل مع مذهب ديني، وعلينا حماية الشيعة العرب من الانجراف العاطفي باتجاه هذا المذهب السياسي الثوري، يجب أن يتذكر الشيعة العرب دائماً بأن رجال الدين الإيرانيين يستخدمون العرب الشيعة لتحقيق حضور في المشهد السياسي وللتدخل الفوضوي الذي يمكّن للنفوذ الثوري الاستخباري.
لن تتوقف إيران عن أعمالها الإرهابية إلا بالحزم، ومن يتبعون المرشد الإيراني من الخونة والمخدوعين يجب أن يواجهوا بحزم، وعلينا أن نفرق بين الانتماء الديني للشيعي العربي، والانتماء السياسي .. ويجب أن نقف بوجه التبشير الديني الثوري والحرب الإعلامية الموجهة علينا، وسيف الإرهاب المسلط على شبابنا ومقدراتنا.. البحرين وقفت بوجه إيران بحزم، هو في الأساس حزم السعودية وعزمها، ويجب أن نقف مع البحرين بكل قوة لأنها الفرصة الأهم لقطع الاتصال بين جمهور مخدوع ومجرم هيج المشاعر باسم الدين وبالكذب الذي لا تملك غيره إيران.