عبد الاله بن سعود السعدون
الإجراءات الحاسمة التي اتخذها القضاء في مملكة البحرين بإيقاف النشاط السياسي والاجتماعي لجمعية الوفاق والتحفظ على أرصدتها المالية يشكل هذا الحكم القضائي السيادي مرحلة إصلاح وتصحيح للمسار داخل الحياة السياسية في المجتمع البحريني بعد أن اتسع الفتق نتيجة الممارسات المتطرفة للوفاق التي تتلقى الدعم التحريضي من خارج الحدود لمياه البحرين الإقليمية وتحولت هذه الجمعية المسجلة ضمن المؤسسات الاجتماعية البحرينية الوطنية التي تخضع في نشاطها السياسي والاجتماعي للقوانين المطبقة بالشأن السياسي الوطني عن الأسس والأهداف التي أعلنت من أجلها لخدمة المجتمع البحريني وابتعدت وتعارضت عن سلطة القانون والقضاء البحريني إلا أنها أصبحت مرتعًا وحاضنة دافئة للتطرف والإرهاب ومتلقيًا ومنفذًا للتحريض الطائفي الموجه من الجانب الشرقي لخليجنا العربي متنصلين من واجبات المواطنة الشريفة والتعاون مع عدو الوطن والطامع بجغرافية خليجنا العربي من الفاو حتى مضيق هرمز.
النظام الإيراني الذي تبرع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري وبكل وقاحه كعادته المستمرة بالتصريحات البعيدة عن نصوص المواثيق والعهود الدولية والاستمرار بالتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين بقوله {تعبر إيران عن الأسف بشأن إغلاق القضاء البحريني لمكاتب جمعية الوفاق الوطني المعارضة ومنع نشاطها وأن هذه الممارسات تعد الأزمة الداخلية في البحرين.. ونسي هذا الأنصاري بأنه تعدى كل الأصول الدولية وخرق كل الاتفاقيات الدولية المنظمه للعلاقات بين الدول المستقلة وأن مملكة البحرين دولة عربية مستقلة عضو فعال في كل المنظمات الإقليمية والدولية ولها الحضور الفعال في الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ولها مقعد متقدم في هيئة الأمم المتحدة ولا بد من التقيد بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لمملكة البحرين واحترام القرارات القضائية الصادرة عن محاكمها الممثلة لسيادة القانون العادل.
وتسند هذه الممارسات الطائفية التي يغذيها البعض بما يسمى (بالمراجع المذهبية) في مملكة البحرين التي تنتمي في جذورها وأصولها من خارج البحرين العربي واستغلت نبل وكرم ولاة الأمر في الدولة البحرينية بمنحها فرصة المواطنة (بالتجنس) إلا أنها وكعادة العميل الرخيص تنكرت لكل هذه المكارم وابتعدت عن شرف المواطنة وحق الوطن عليهم فباعوا أنفسهم للأجنبي الإيراني الطامع ونفذوا مخططات وبرامج ملالي طهران وقم التخريبية التآمرية دون حياء لهذه العمالة الدنيئة التي لا تتلاءم مع الدين والمواطنة.
إني أتوجه لأشقائنا شركاء الوطن في خليجنا العربي من كل أطيافهم وأديانهم بالتزام الوحدة الوطنية والابتعاد عن مصادر التحريض الأجنبي غربيًا كان أم إيرانيًا فالكل من هؤلاء المحرضين لا يريدون لنا الخير والقوة بل يهدفون إلى تفكيك هذه الوحدة المتماسكة التي تمثل الصخرة الصلدة التي تتكسر على جوانبها كل الأطماع الإقليمية والدولية..
وعلى زعماء أمتنا العربية الالتزام بالتضامن العربي والعمل الجاد بوقفة قومية واحدة لتأكيد أهداف التضامن العربي بالوقوف مع مملكة البحرين ونصرة أمنها القومي وسيادة قرارها الوطني ومنع كل تدخل إقليمي ودولي بشؤونها الداخلية.وإعلان التحذير العربي للنظام الإيراني المتهور بصوت عربي قوي واحد من أجل احترام واستقلال وسيادة مملكة البحرين العزيزة.