سعد الدوسري
عندما تقف أمام شاب عاجز أو شابة عاجزة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنك لن تجد سوى الدعاء لهما، بأن يعينهما الله على ما هما فيه. من الطبيعي أن تجبرهما الاحتياجات الخاصة على أن يعتمدا بعد الله، على ذويهما، في تسيير أمور حياتهما. في المقابل، هناك من لا يستسلم لهذه الاحتياجات، بل يواجهها بكل شجاعة وإصرار، ضارباً بذلك مثالاً حياً للاعتماد على النفس والإيمان بها.
أثناء معرض «منتجون»، الذي أقيم مؤخراً على أرض مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، لفتت الطالبة الكفيفة «نورة المجرشي» برسمها أنظار كل الزوار، وذلك عبر جناحها «النظارة البيضاء»، الذي احتوى العديد من أعمالها المنقوشة بإبداع، وتمكنت نورة من بيع لوحة بقيمة 8 آلاف ريال، والعديد من اللوحات الثمينة، بالإضافة لطلبات الرسم التي تأتيها يومياً.
قالت نورة للصحفيين الذين التقوها: «أعدّ ريشتي بمثابة السهم الذي أرميه لكل من ينظر إلي بعين الشفقة، فأنا ولله الحمد لا أعدّ نفسي معاقة، بل بكامل صحتي وإبداعاتي تتحدث عني».
ترسم نورة المجرشي من خيالها، وتستخدم أدوات خاصة بالمكفوفين، بالإضافة إلى لغات البصر. لها أكثر من 300 لوحة، ما بين طبيعية ورمزية، أشهرها «غيمة السرطان»، التي رثت بها صديقتها التي توفيت بهذا المرض. تدين بالفضل لوالدتها، وتُعدُّ المعارض أهم سوق لمنتجاتها.
ليت بعض الشباب الاتكاليين، والشابات غير المنتجات، يقتربون من تجربة نورة المجرشي، لكي تلهم حياتهم بالإصرار على العمل.