في إحدى زياراته لمنطقة القصيم، قام الملك سعود بن عبدالعزيز بزيارة المعهد العلمي في بريدة، زيارة تفقدية، وكان المعهد العلمي يقع في حارتنا (حارة العزيزية) شمال ميدان الجردة.
ففي ضحى ذلك اليوم سمعنا حركة دائبة للسيارات وأبواقها لم نعهدها من قبل، فلما خرجنا نتبّين الأمر، فإذا بأهل الحارة قد فرشوا سجاد منازلهم في الشارع من بيت الوجيه (عبدالمحسن السيف) إلى بيت المربي الوجيه (عبدالله بن إبراهيم السليم) لمسافة تقّدر بأكثر من ستين متراً.
وقد خرج والدي ومعه أشقائي الكبار (صالح وسالم) ليشاركوا أهل الحارة بالترحيب بالملك سعود وبمرافقيه، أما أنا وإخوتي الباقون فقد لزمنا عتبة بابنا - لأننا صغار في السن - وبدأنا نتابع ما يجري, خرج الملك سعود من بيت عبدالمحسن السيف واتجه جنوباً إلى بيت عبدالله السليم مشياً على الأقدام - وكانت المرة الأولى التي أرى فيها الملك سعود.
كان رجلاً مهيباً فارع الطول، عريض المنكبين، يلبس (مشلحاً) أصفر خفيفاً، وغترة بيضاء ويضع على رأسه عقالاً مقصباً (شطفة)، ويضع على عينيه نظارة بيضاء شفافة، وكان يلبس خفين أبيضين.
تناول الملك سعود في بيتي الوجيهن (السيف والسليم) القهوة والشاي والمعروض (المعروض هو عبارة عن مجموعة من الفواكه مع التمر واللبن).
وقد أقام المعهد العلمي حفلاً ترحيبياً وتكريمياً للملك سعود أثناء زيارته التفقدية للمعهد، وكان مدير المعهد آنذاك هو الشيخ العلامة (محمد بن ناصر العبودي).
وكان الملك سعود قد زار منطقة القصيم ثلاث مرات خلال فترة حكمه.
رحم الله الملك سعود بن عبدالعزيز، ورحم الله إخوانه الذين جاؤوا من بعده (فيصل وخالد وفهد وعبدالله) وحفط الله لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحفظ الله سمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وأدام الله على بلادنا نعمة الأمن والأمان وطاعة الرحمن.