نصيحة للشاب الذي يريد الزواج وهو عاجزٌ عن تكاليفه
* أنا طالبٌ جامعي أريد الزواج، ولكنني عاجزٌ عن مصروفاته، وصابرٌ عما حرَّم الله -ولله الحمد-، فما نصيحتكم لي؟
- في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود–رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا معشر الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء» [البخاري: 1905].
«مَن استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج»: لاشك أن هذا هو الكمال.
«ومَن لم يستطع» يعني: لم تكن لديه القدرة المادية وتكاليف الزواج، فليصبر وليحتسب، ومع ذلك لا يُعرِّض نفسه للفتن ومواقع الفتنة، فلا يُرسل بصره بالنظر إلى النساء، أو النظر إلى القنوات التي تشتمل على هذه الفتن، ومع ذلك يبذل السبب في تحصين فرجه مثل الصيام، كما جاء التوجيه في حديث عبد الله بن مسعود «ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء»، لا شك أن الصيام يُضعف الشهوة، ويُقلل مسالك الشيطان في مجاريه.
وعلى كل حال هذا الحديث علاج، وتوجيهٌ نبويٌّ كريم لمَن استطاع أن يتزوج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، والله أعلم.
* * *
كيفية التخلُّص من الضيق النفسي والملل
* أنا متضايق نفسيًّا، عندي ضيق نَفْس، وملل من الدنيا، كلُّ شيء يتكرَّر عليَّ يوميًّا، حتى إني أُفكِّر بالانتحار، فكيف أتخلَّص من ذلك؟
- نسأل الله السلامة والعافية.
أولًا: الانتحار قتلٌ للنفس، وقاتل نفسه متوعَّد بالنار، ويأتي يوم القيامة وبيده الآلة التي قَتَل نفسه بها، يقتل بها نفسه مرارًا في نار جهنم -نسأل الله السلامة والعافية-.
والذي أجزم به أن سبب هذا الضيق البعد عن ذكر الله، وعن تلاوة القرآن، وعن الأذكار المرتَّبة في أوقاتها ومناسباتها، فلو لزم الإنسان الذكر {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] كما قال الله -جل وعلا-.
وقراءة القرآن على الوجه المأمور به -كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- تُورِث الإنسان من العلم والإيمان واليقين ما تطمئن به نفسه، وينشرح له صدره، مما لا يجده غيره إلَّا مَن فعل فعله.
**
- يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-