سبب تسمية هذا الموضوع بالاسم للتوعية بالمشاكل التي يسببها الحرمان من النوم التي بعضها قد يكون مرضياً وهذا لا يد لنا فيه وبعضها قد يكون بأيدينا حينما نقرر تغيير ساعتنا البيولوجية وحرمان أنفسنا من النوم ليلاً ولنتذكر قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}.
أثناء النوم تتم عمليات حيوية كثيرة أهمها استعادة النشاط والحيوية لأجهزة الجسم المختلفة عبر إراحتها لفترة من العمل وإفراز بعض الهرمونات التي تساعد في تنظيم بعض الوظائف أهم هذه الأعضاء القلب والرئتين والعضلات والجهاز العصبي والجهاز المناعي.
أثناء النوم العميق يتم استعادة الذاكرة وتنظيمها ووضع الأشياء المهمة في الذاكرة الدائمة وإلغاء الحشو الموجود في الذاكرة المؤقتة للأحداث غير المهمة.
بعض الناس قد تعاني من اضطرابات النوم التي تختلف حسب نوعها قد تكون مصحوبة باضطرابات ومشاكل في التنفس وهو تخصصنا وقد تكون مصحوبة بمشاكل في الحركة أو في الصحة الذهنية،وفي كل الأحوال عدم الكفاية من النوم أو تكرار الاستيقاظ ليلاً أو تغيير الساعة البيولوجية بالسهر ليلاً والنوم نهاراً يؤثر على الكثير من الأجهزة مثل:كثرة الحوادث كحوادث السيارات، وحوادث العمل لمن يعمل مهارة يدوية، وارتفاع ضغط الدم وعدم الاستجابة للأدوية، واضطرابات في دقات القلب، وارتفاع مستوى السكر بالدم، وعدم الاستجابة للأدوية، وضعف الجهاز المناعي، والقلق والتوتر وضعف الإنتاج والأداء، وعدم القدرة على التحكم في المهارات الدقيقة لليدين.
والشيء الذي لا يدركه الكثيرون وهو ضعف الذاكرة وكثرة النسيان وضعف القدرة على التعلم واكتساب مهارات جديدة، وبالتالي إذا نسيت النوم هتنسى الراحة البدنية والذهنية.
ويعد انقطاع التنفس أثناء النوم أو انقطاع النفس النومي أحد اضطرابات النوم،حيث يحدث انخفاض أو انقطاع النفس كلياً مدة 10 إلى 20 ثانية؛ مما يؤدي إلى نقص في الأكسجين والاستيقاظ المتكرر أثناء فترة النوم.
يصيب مرض انقطاع التنفس أثناء النوم البالغين، وكبار السن، لاسيما الذين يعانون من السمنة، ويمكن أن يصيب الأطفال الصغار أيضاً، وذلك نتيجة الإصابة بمشكلات صحية، مثل تضخم اللوزتين واللحمي.
عادة ما يكون معدل انقطاع النفس النومي في الذكور أكثر من الإناث قبل عمر 50 عاماً، أما بعد هذا السن فتكون نسبة حدوثه متساوية في كلا الجنسين.
يقسم انقطاع النفس النومي إلى 3 أقسام تبعاً للمسبب الأساسي،كالآتي:
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم حيث يعد انقطاع النفس الانسدادي النومي النوع الأكثر شيوعاً، ويحدث عندما تنسد الممرات الهوائية نتيجة ارتخاء العضلات في آخر الحلق، فتمنع التدفق الطبيعي للهواء داخل وخارج الفم والأنف، ويعمل الحجاب الحاجز وعضلات الصدر بجهد أكبر من المعتاد لفتح مجرى الهواء؛ مما يؤدي إلى حدوث شخير أو اهتزاز الجسم، ويؤدي انقطاع التنفس أثناء النوم إلى اضطراب ضربات القلب نتيجة قلة تدفق الأكسجين إلى أعضاء الجسم.
وانقطاع النفس النومي المركزي هو النوع الأقل شيوعاً ويحدث عندما يتوقف المخ مؤقتاً عن إرسال إشارات عصبية إلى العضلات التي تتحكم في التنفس، وغالباً ما ينتج عن حالة مرضية، وغالباً ما يعاني المصابون بهذه الحالة من انقطاع النفس أثناء النوم بدون شخير.
أما متلازمة انقطاع النفس النومي المختلط؛ فهي مزيج نادر من انقطاع النفس الانسدادي النومي وانقطاع النفس النومي المركزي.
تعتمد طريقة حل مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم على مدى شدة الحالة، ففي الحالات الخفيفة قد يقتصر العلاج على إجراء تغييرات في نمط الحياة لتحسين جودة النوم، مثل إنقاص الوزن، والإقلاع عن التدخين، وعلاج حساسية الأنف إن وجدت، وكذلك النوم على الجانب بدلاً من الظهر أو البطن.
إذا لم يتحسن المريض بعد إجراء هذه التغييرات، أو في حالات انقطاع النفس النومي المتوسط أوالشديد، فقد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى، مثل العلاج بجهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر: يعد جهاز علاج انقطاع التنفس أثناء النوم هو العلاج الرئيسي لتوقف التنفس النومي، إذ يعمل على إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً عن طريق توفير تيار هواء تحت ضغط ثابت ومستمر أعلى من ضغط الهواء المحيط من خلال قناع يوضع على الأنف والفم.
إعطاء الأكسجين: قد تحتاج بعض حالات انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم إلى تلقي الأكسجين؛ للمساعدة في إيصال كميات كافية منه للجسم،كما أنه قد تفيد الإجراءات الجراحية المختلفة في علاج بعض الحالات، لاسيما في علاج انقطاع التنفس أثناء النوم للأطفال الذين يعانون من تضخم اللوزتين،حيث تعمل على توسيع مجرى الهواء من خلال إزالة الأنسجة الزائدة أو اللوز المتضخمة.
يفضل اتباع التعليمات التالية للتخفيف من الأعراض والتعايش مع مرض انقطاع التنفس أثناء النوم: فقدان الوزن الزائد، والنوم على وسادة مريحة مرتفعة قليلاً للمحافظة على الممرات التنفسية مفتوحة، والنوم على أحد الجانبين وليس على الظهر، وتناول طعام صحي ومتوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية، مع شرب كميات وافرة من السوائل بما يعادل 6 أكواب من الماء يومياً، وممارسة الرياضة بانتظام، والحد من شرب القهوة والمنبهات، مع الإقلاع عن التدخين، وكذلك الامتناع عن تناول الكحول.