هل أنت سريع الانفعال بحيث تخرج من طورك عندما يوجَّه إليك نقد؟ يعتمد هذا على ترسخ الحكمة لديك الذي يكبح جماح التردي العقلي والوقوع في هاوية الصفاقة والرعاعة, عندما تجد نفسك تعانق الحلم والأناة المقترن بالتدبر العميق الذي يوصلك إلى رجاحة العقل يجعل النفس ترسو إلى الراحة والاطمئنان، وخاصة في النقد الموجه إليك من ذي فكر سطحي غير مرتقٍ في الألفاظ لديه عنجهية فظة تصل إلى الحماقة والطيش أحيانًا، التي تقع في تشخيص معيب ومخجل ومستهجن غير أخلاقي، يكاد هذا النقد هو السائد والمستشري لدى شريحة واسعة في مجتمعنا، يكون منشأه أحيانًا من واقع عائلي متوارث، ينزل إلى حضيض السخرية التي تتغلف بالفكاهة السمجة الدنيئة يقول الشاعر:
اتقِ الأحمق أَن تصحبه
إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق
كُلَّما رقعت منه جانباً
حرّكته الريح وهناً فانخرق
أَو كصدع في زجاج فاحش
هَل ترى صدع زجاج متفق
قد يدحضك البعض أن محيطهم الذي يختلطون فيه بعيد عن التلوث بمثل هؤلاء، حيث لا يوجد فيه إلا أصاحب رقي فكري مترفعين عن سفاسف الأمور, لكن الواقع شاهد على ذلك، والعجيب في الأمر أن هناك من يقول يجب أن تعطي لعقلك فسحه وتجعله يساير تلك العقول في طرحها في النقد من باب الداعبة والمرح.
نجد أن النقد مؤشر صحي إذا صدر ممن لديه الحكمة مع حصيلة من الذخيرة الثقافية الرصينة التي تعطيك النقد الصائب الحصيف، التي هي الجديرة بذلك.