«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي:
امتدح معالي السفير رودولف ميخالكا سفير الجمهورية السلوفاكية لدى المملكة السياسة الحكيمة للمملكة وحل كثير من المشكلات والوقوف إلى جانب المحتاجين والمستضعفين في العالم.
وقال ميخالكا في حديثه لـ»الجزيرة» إن المملكة لها ثقلها الدولي سواء سياسياً أو اقتصادياً وهي دولة معتدلة وتمتلك رؤية ثاقبة في كافة المجالات ويرى المجتمع السعودي هذه الرؤية بأن فيها بارقة أمل ونهضة شاملة.
وأكد السفير السلوفاكي بأن هناك زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء السلوفاكي إلى المملكة لتطوير علاقات البلدين وتوقيع العديد من الاتفاقيات، وأثنى على تجربة المملكة في محاربة الإرهاب والتطرف والاعتدال وأسلوب المناصحة مشيراً إلى أن العالم في حاجة إلى نشر السلام والمحبة.. (نص الحوار):
- ما المجالات التي تهتمون بها لتطوير العلاقة بين البلدين؟
علاقتنا الدبلوماسية بالمملكة حديثة، بدأناها العام الماضي عندما أنشئت السفارة السلوفاكية بالمملكة، ويسعدني في هذا الإطار أن أنوه بأن العلاقة بين بلدينا ذات أبعاد متعددة، من أهمها ما يجمع بين البلدين في المجالين الاقتصادي والثقافي، حيث يسعى الجانبان لإرساء دعائم علاقة وثيقة في هذين المجالين، وتشجيع تبادل الزيارات بينهما، وإنشاء الأعمال التجارية في كلا البلدين، وقد نجحنا بالفعل في إقناع عدد من السعوديين للاستثمار في سلوفاكيا، كما أن عددا من الشركات السلوفاكية بدأت أنشطتها التجارية بالمملكة بالفعل، وبعضها على تواصل معنا لبدء أعمالها بالمملكة، وهذه بادرة حميدة حقا، وأنا سعيد بها، لأن تقوية العلاقة الاقتصادية بين البلدين من شأنها الاسهام في توثيق أواصر الصلة بين الشعبين السعودي والسلافي وتشجيع الأنشطة السياحية بين البلدين، ومن جانبي أتمنى أن تتطور العلاقة بين البلدين وأن أرى المزيد من هذه الزيارات بمرور الوقت، فالشعب السلافي محب للملكة، ويحدوه الأمل في استكشاف طبيعة المملكة الصحراوية ورؤية بحارها الدافئة، كما أن السعوديين أيضا متطلعون لرؤية سلوفاكيا، والاستماع بمعالمها السياحية، وتلقي العلاج الطبيعي في مصحاتها التي توفر العلاج بالأعشاب والمياه المعدنية، والتعرف على نقاط التلاقي والاختلاف بين ثقافتي البلدين، الأمر الذي حفز الطرفين للبدء في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لاستئناف الرحلات الجوية بين الرياض وبراتيسلافا.
- ما انطباعكم عن الشعب السعودي والقيادة السعودية؟
لا أذيع سراً إذا قلت لك إنني عندما توليت مهامي بالمملكة أصبت بالدهشة بسبب الحفاوة البالغة التي قوبلت بها حيثما حللت بالمملكة، ما جعلني أشعر بأنني كنت محظوظاً بتعييني سفيراً لسلوفاكيا في هذا البلد المعطاء، أعتقد أن أعظم كنوز المملكة، إلى جانب ثرواتها الطبيعية المتعددة، هو هذا الشعب المرحب الودود، الذي أضع فيه أملي في ترسيخ العلاقة بين البلدين، أما فيما يتعلق بالقيادة السعودية فإن الحديث عنها يقودني مباشرة للحديث عن رؤية 2030 التي لا يساورني الشك في أنها رؤية ثاقبة وحكيمة، وتمثل نموذجاً يحتذى في مجال التطوير التنموي والاجتماعي، وهي تحظى بالمؤازرة والدعم من جانب الشعب السعودي، الذي يرى فيها بارقة الأمل في تحقيق النهضة التنموية المرجوة.
- هل هناك توجه لدى قيادتكم لتطوير علاقة سلوفاكيا بالمملكة في كافة المجالات؟
في الأسبوع الماضي كان لنا شرف الترحيب بمعالي وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل بن فاضل الإبراهيم، الذي زار سلوفاكيا والتقى بعدد من المسؤولين فيها، حيث جرى الاتفاق خلال هذه الزيارة على أن يزور المملكة خلال العام القادم رئيس الوزراء السلافي ووزيرا الخارجية والاقتصاد، وأن يشهد العام القادم أيضا زيارة عدد من المسؤولين السعوديين لسلوفاكيا، كما أننا متطلعون بشدة إلى أن يشهد العام القادم افتتاح سفارة المملكة بسلوفاكيا.
- ما رؤيتكم لتطوير العلاقة بين البلدين في المجال السياحي؟
السعودية دولة ذات إمكانات سياحية كبيرة من شأنها اجتذاب السياح من سلوفاكيا ودول أواسط أوروبا بصفة عامة، فالأجواء بين المنطقتين متباينة، كما أن الطبيعة الصحراوية التي تتميز بها المملكة ومياهها البحرية الدافئة، تمثلان عنصري جذب سياحي للأوروبيين، نحن الآن بصدد استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين كما أسلفت، ولا أعتقد أن هناك معوقات فيما يتعلق بتطوير السياحة بين البلدين.
- ما حجم التبادل التجاري بين المملكة وسلوفاكيا؟
لا أود التحدث بالأرقام في الوقت الحالي، وبودي إرجاء السؤال إلى العام القادم، حيث يمكننا الحديث حينها والإدلاء بالتفصيل في هذا الجانب، عندما تتوفر لي المعلومات عن نتائج الجهود المبذولة حاليا لتطوير العلاقات بين البلدين، ففي مايو الماضي مثلا استقدمنا للمملكة ممثلين لأربعين شركة سلوفاكية، ويجري العمل حاليا لإعداد اتفاقية تبادل تجاري بين البلدين بالتنسيق مع وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم.
- كيف تنظرون إلى مكافحة الإرهاب والتطرف؟
نحن في بلدنا نرفض الإرهاب والتطرف ونعمل مع المجتمع الدولي على محاربة كل ما يضر بالبشرية والمملكة العربية السعودية رائدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ولديها تجربة في مجال المناصحة وهي تجربة حسب معلوماتي ناجحة وسنعمل مع هذا البلد الصديق على نشر السلام والمحبة ونبذ العنف والعالم اليوم في حاجة إلى التسامح والعمل على ما يخدم الإنسان على هذه الأرض.