لدى جلسة سموّ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية في الإمارة بمدينة عرعر، يوم الثلاثاء الفائت، 6 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 20 نوفمبر 2023م، إحدى الجلسات المشعة بالتنوير والثقافة في الإمارة الباسمة، خطف الأضواء مشهد «فيصل» القلوب والكلمة والإنجاز والإنسانية مع الأطفال، وهو يجالسهم، ويلتقط معهم الصور التذكارية، ويتبادل الحديث معهم، يستمع إليهم، ويبتسم لهم، ويقبّل جبينهم وأياديهم التي ستبني غد هذا الوطن ومستقبله، ويحتضنهم بحنان وعطف الوالد.
لقطات آسرة شاهدناها في وسائل الإعلام المختلفة يقف خلفها مبادرة لم يكن يعلم بها الكثيرون ممن تابعوا ذلك المشهد الزاهي البديع الممتلئ بكل معاني الأبوة والرعاية، عرفناها لاحقاً بأنها بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، ذلك المشهد الذي حضره القضاة ومديرو الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية وشيوخ القبائل والمواطنون وممثلو الجمعيات الخاصة للأطفال، والذي تم فيها تناول مستهدفات فعاليات هيئة الأدب والنشر والترجمة في المنطقة الموجهة إلى الأطفال واليافعين لتنمية شغف الإبداع بالقراءة والكتابة ورواية القصص، وبناء بيئة محفزة للكتابة الإبداعية وتكوين علاقة بين الأبناء والكتب، حيث أكَّد سموه فيها أهمية نشر الوعي وتنفيذ الحملات التوعوية للحماية الاجتماعية، وتنمية قدرات الأطفال منذ سن مبكرة، كذلك تنمية مهاراتهم الشخصية.
وأكَّد سموه أيضاً أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- أولت حقوق الطفل أهمية كبرى من خلال أنظمتها التي تُعنى بحماية الطفل من مختلف أنواع الإيذاء والإهمال والتمييز والاستغلال، وتوفير بيئة آمنة وسليمة تمكنه من تنمية مهاراته وقدراته وحمايته نفسياً وبدنياً، من جميع أشكال العنف.
وعندما سأل سمو الأمير عن معنى اسم طفلة «بيلسان» في تلك الجلسة تفاعل الحاضرون، وشاركوا في الإجابة، وقال سموه: « والطفلة ما شاء الله عليها، الله يحفظها لوالديها «، استمعت أيضاً وشاهدت ما أسعدني في وسائل الإعلام، والأطفال يجتمعون حول سموه وهو يقول لهم: «الله يحفظكم إن شاء الله، أنتم عيالنا، وأغلى ما عندنا».
المشهد ذاك بحد ذاته رسالة كبيرة من قائد وقدوة الجميع في منطقة الحدود الشمالية بحسن العناية بالطفولة والاهتمام بها، لكونه من ركائز تشكيل الغد والمستقبل الباهر والواعد، ولعل من أولى صور ذلك الاهتمام الاختيار الأمثل للزوجة والأم، والاختيار الأمثل لأسمائنا السعودية الضاربة أطنابها في التاريخ والبيئة العربية الأصيلة، والافتخار بها، لكونها من صور الاعتزاز بالهوية الوطنية، وكلها أسباب ترسخ وتعزز الاستقرار للمجتمعات والأوطان، وتحافظ على هويتها الثقافية والاجتماعية الوطنية.
رسالة «فيصل بن خالد»، نثرت السعادة والبهجة ليس فقط في قلوب أولئك الأطفال الذين اجتمعوا بالمناسبة في مجلس سموه بالإمارة بل والكبار أيضاً الذين وصلتهم الرسالة بكل وضوح بعبارتها ومعناها بأن هناك «عقولا تتشكل» بالوعي والثقة والفخر، وما أجمل حظ أطفال وطننا بما زرعته قيادتنا الرشيدة في قلوبهم الصغيرة ومستقبلهم الكبير، عن كل ما يسعدهم ويمنحهم بحبوحة العيش ويسهّل أمامهم كل مصاعب الحياة.
التوفيق والنجاح لكل طفل في يومه العالمي، وكل عام وهم ينبوع الأمل وطريقنا لريادة وطن الخير والمحبة، وشكراً «فيصل».