بادئ ذي بدء نحمد الله -عز وجل- على هذا الفوز التاريخي باحتضان الرياض لمعرض إكسبو 2030م.
ثم نبارك لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير المُلهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله ورعاهم وسددهم لكل خير- وللشعب السعودي، هذا الفوز التاريخي باختيار العالم للرياض وجهته في عام 2030م.
«اختيار» يعني اختيار شيء ما، أو اتخاذ قرار بين خيارات مختلفة، ناتج عن عملية تقييم وفحص للسجلات والعروض المقدمة، وفق معايير وضوابط تشمل الخبرات والقدرات والإمكانات والطموح والرؤية والعزيمة والكفاءة والجدية، فالاختيار يكتسب أهمية كبيرة؛ لأنه يساهم في تحديد الفرد أو الكيان الذي يتم اختياره للفوز بالفرصة وفقًا للمعطيات المقدمة.
معرض إكسبو هو حدث عالمي يُعقد كل خمس سنوات لعرض وتبادل الأفكار والابتكارات في مجالات متعددة، مثل التكنولوجيا والعلوم والثقافة، تشارك فيه دول من جميع أنحاء العالم ويعتبر مناسبة لتعزيز التفاهم الثقافي والابتكار، واختار الرياض لدورته القادمة لعلمه بأن الرياض ستحدث الفرق والبون الشاسع بينه وبين المعارض السابقة واللاحقة له.
أحلامنا كثيرة وكبيرة حالنا حال غيرنا، إلا أن الفارق أننا نحلم ونحقق؛ بل إننا اختصرنا الزمن وأحرقنا المراحل في تحقيق الأحلام وجعلناها واقعًا ملموسًا (مشاريع البحر الأحمر، نيوم، ذا لاين، سندالة، العلا، القدية، المكعب، بوابة الدرعية، السودة، المسار الرياضي، مترو الرياض، سكك حديدية تربط مناطق المملكة، المطارات) والكثير من المشروعات السياحية والتطويرية، التي تتميز بتطبيق أحدث التقنيات، وبالقيمة والفخامة والطبيعة الساحرة، والحضارة والتاريخ وجودة الحياة، والصحة والرياضات المختلفة، وغيرها من المشروعات العملاقة، لتكون الرياض وجهة العالم في نسخة مختلفة كل الاختلاف في معرض إكسبو 2030، من حيث الأبعاد التاريخية والتراثية والحضارية والجغرافية والاقتصادية والمعمارية والفنية وغيرها مما يتوافر للمملكة العربية السعودية من إرث ضارب في الأعماق، وحاضر فريد، ومستقبل مبهر -بإذن الله تعالى- لتبهر به الرياض أربعين مليون زائر، تنظيمًا وتاريخًا وتراثًا وحضارة وفكرًا وفنًا وأدبًا وثقافة واقتصادًا وتعايشًا بين الحضارات والثقافات، بطريقة إبداعية وبأيدي شباب سعوديين وسعوديات شغوفين بالتميز والعزة والفخر يملؤهم، لكل ما من شأنه تخليد المملكة في التاريخ، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإلى تجاوز إطار الحياد الكربوني، لتكون الرياض أول إكسبو خالٍ تمامًا من الكربون، مما يحقق الأثر الإيجابي على البيئة.
ويمكن أن نؤكد اليوم؛ بأن معرض إكسبو الرياض 2030 ناجح بكل المعايير -بمشيئة الله تعالى- لعدد من المبشرات التي سبقت الفوز بتنظيمه، ومنها ضخامة الملف المقدم للاستضافة، والفوز الساحق من الجولة الأولى للتصويت؛ الأمر الذي يحدث لأول مرة بتاريخ المعرض، ولأن طموحنا عنان السماء، وإنجازاتنا أقوال وأفعال، وكوننا شغوفين بالقيام بالتحديات والصعاب، لأننا بقيادة المُلهم سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فقد أصبحت المملكة خلية نحل وورشة عمل كبرى في كافة المجالات، لتتوالى الإنجازات الوطنية العملاقة الفريدة كجبال طويق، تحت راية العز والفخر التي ترفرف عالية لتُهني الجميع بالقمم الشامخات.
ختامًا ... نحن أمة تحلم وتحقق، إنجازات تتوالى، وطموحات تتعالى، وصعوبات تتهاوى، فالحمد لله أولاً وآخرًا.