قد جاهرتُ بالنسيانِ...
مراتٍ ومرات...
لكنيِ..
كنتُ وما زلتُ أسيرُ حُبكِ..
أنظرُ إليكِ من كلِ الزوايا والجهات...
أحدِقُ في العيونِ..
في الثنايا والحَنايا...
كي ارسمَ صورتكِ..
انقشُ وجهَكِ..
على صخرةٍ فوقَ تلةٍ..
على جِذعِ زيتونةٍ ونخلةٍ..
على حبةِ برتقالٍ...
يافويٍ...
سهولاً وهِضابا...
بحراً وسَماءً...
في فضاءٍ لا نهائيٍ...
تنحني فيه لطُهركِ...
كل الجباه..
وتَذلُ من أجلهِ كل الصعابِ...
*
إجلالاً لأرواحِ الشهداء...
منكِ وفيكِ..
تقديساً لقُدسكِ...
تعظيماً لِطُهركِ...
يا كنعانيةَ الرسمِ والوَشمِ...
يا عربيةَ الجسمِ والوَسم...
أنتِ أنتِ ما زلتِ..
منذ الأزلِ..
كنتِ...
ولم تَزل...
*
أنتِ النشيدُ الباقيِ فينا...
العنوان الأزلي لنا..
أنتِ الغايةُ والهدفُ السامي...
الذي يسمو بنا إلى العلياء..
لك يفرحُ الفؤادُ، يهتفُ، يهفو...
لك تبذلُ الدماءُ رخيصةً...
والأرواحُ والمهجُ...
لكِ كل ما لكِ..
هو مُستحقٌ...
من الأسماء والسماتِ..
والأوصاف..
*
أنا لا أستجيرُ لأجلكِ بالسَرابِ من الظَمأِ...
عندما يورقُ الزَعترُ البلدي...
تنتفضُ من حولكِ الأرضُ...
تتفجرُ فيكِ ينابيعُ العطاءِ..
يتَجددُ دائما فيكِ الميلادُ..
يتجددُ فيكِ النورُ والأملُ...
*
ها أنا أشقى بإسمِك...
في صبيحَةِ كلِ فجرٍ..
مع مغيبِ كلِ شمس...
قد أحاول أن أنسى..
أحياناً من أنا...
لكن نبضُكِ..
يذكرني، يهدرُ مثلَ بركانٍ في شرايينيِ...
يعيدُ لي خصائصَ تكويني..
يصرخُ في وجهِ الغزاةِ الطغاةِ...
يقرعُ الأجراسَ..
يدقُ طبولَ الحربِ..
لا يصمتُ، لن يهدأ...
*
حُبكِ يا حبيبتي..
قد ملأ الفؤادَ...
حُباً، عِشقاً ثائراً..
ألماً لا يسكن، لا يهدأ...
أقولُ لهُ..
عندما يورقُ الزعتَرُ...
يتجدد العزم، يتجدد الأملُ...
تنفجرُ منكِ ينابيعُ العطاءِ..
يسكن، يهدأ الألمُ...
*
يا من عرفت الشمس واحببتها...
كيف لكَ ان تهجُرها...
كي تبقى في ظلِ الظلامِ...
بئسَ الظلامُ، والظُلامُ، والفُساقُ، والغزاةُ...
أهجر ظَلامَ الظُلم لا تهدأ...
أصرخ في وجهِ البغيِ والغدرِ..
غادرْ صمتَ القبورِ، صمت الليلِ الكئيب...
تمترسْ في قلبِ الحقيقةِ..
تمرد بكل جبروت على الجبروتِ..
والحواجزِ والجُدران...
قاوم بكل حروفِ الأبجدية...
غرد مع طيور الفجرْ...
عانق خيوطَ الشَمس الأولى...
إصعد بها إلى القمةِ...
كُنْ حارسَ الحلمِ والمدينة..
معكَ شمسُ الحقيقة لن تغيب...
تنفس هواءَ الصُبح نقياً...
أقذف زفيرَّك...
في وجهِ الظلام...
*
لن يأخذوا منكَ شمسُ الحقيقةِ...
ما دمتَ تملكها وتحرُسها...
أنتَ قد ولدتَ من جديد ..
لِتكون للمجدِ غاية...
للنصرِ دائماً رايةٌ وآية...
*
عندما يورقُ الزعتَرُ...
تنتفضُ الأرضُ...
يتنفسُ الصبحُ...
حريةَ الهواءِ العَليل..
يتجددُ العزمُ والأملُ...
ستسطعُ شَمسُنا من جَديد..!