بنهاية دوام يوم الأحد 18 جمادى الآخرة؛ الموافق 31 ديسمبر آخر يوم في العام الميلادي 2023 يغادر كرسي أمانة المنظمة الكشفية العربية الأستاذ عمرو حمدي عبدالغني، حيث قدم تقاعده بعد أربع سنوات مليئة بالمنجزات رغم الكثير من التحديات والصعوبات ومن أهمها جائحة كورونا، وبعد أن سجل اسمه كثامن أمناء المنظمة بأحرف من نور سبقه فيها مع حفظ الألقاب منذُ عام 1956م جمال خشبة، ثم محمد علي حافظ، الذي تبعه عزيز عثمان بكير، وجاء بعده علي عبدالكريم الدندشي، ثم تولى الأمانة حسن الفرنواني، وتولاها عقبه فوزي محمود فرغلي، وجاء بعده عاطف عبدالمجيد حتى عام 2019، حيث آلت بعده في شهر أكتوبر من نفس العام إلى عمرو حمدي؛ وما أنا بصدده في هذه الأسطر هو الحديث عن شخصية عمرو حمدي كما عرفتها خلال الأربع سنوات الماضية حيث كان بيننا تواصل دائم وتقارب في الطرح والأفكار وكنت أحظى منه بثقة كبيرة الشكر له عليها قليل في حقه، فقد عمل خلال فترة وجوده على تطوير أساليب العمل وإدماج الشباب ومنح العاملين في المكتب الإقليمي الكشفي العربي المزيد من التحفيز والثقة، وكذا المتطوعين في اللجان الفنية الفرعية الذين قدموا الكثير من الأعمال التي ستبقى نبراساً للأجيال القادمة، فضلاً عن تطويره للعمل الإداري وبيئة العمل؛ وعقد الشراكات الناجحة، والمساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، ومتابعته الدقيقة لكافة الأحداث ومواجهة الكثير من الصعاب بروح كشفية عالية يستذكر فيها مقولة مؤسس الحركة الكشفية بادن بأول «لا شيء مستحيل مهما كانت العوائق» والمقولة التي يرددها الكشافة دوماً «الكشاف يواجه التحديات ويتجاوز الصعوبات»، ولا غرابة في تحقيق ذلك النجاح، فقد أتى حينها لذلك الكرسي بخبرة متميزة في مجالات الإدارة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في العديد من المنظمات الرائدة في مجال التعليم وتنمية قدرات الشباب، وقاد مركز برامج التدريب والتأهيل في الغرفة التجارية الأمريكية في مصر عدة سنوات ونجح في إحداث نقلة نوعية في عمل المركز، كما قاد بنجاح عملية إحداث التغيير والتطوير في عدد من هيئات التدريب المحلية والدولية، وأشرف على تطوير برامج متخصصة في القيادة لمستوى الإدارة العليا في العديد من الوزارات والشركات الكبرى، فضلاً عن الخبرات التراكمية التي اكتسبها من عمله في منظمة سكول نت أفريكا، وعضويته في مجلس إدارة متاحف بلا حدود النمساوية، والمؤسة الدولية للموارد البشرية، والهيئة الدولية للتدريب، ومركز التدريب في الجامعة الأمريكية.
سيغادر الأستاذ عمرو حمدي ذلك الكرسي، وسيبقى أثره المحمود، وشذى عطره في كل مكان تمارس فيه الكشافة في الوطن العربي الكبير، ودعوات وثناء كل من عمل معه على ما قدم للكشافة العربية والعالمية.
وسيحل على ذلك الكرسي (الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، ومدير الإقليم الكشفي العربي) من حظي بثقة المنظمة الكشفية العالمية وهو أهلٌ لها الدكتور هاني عبدالمنعم، الذي هو ابن الإقليم ويعرف كل خفاياه من خلال عمله السابق به كمدير للبرامج والبحوث التربوية، وشهد له الجميع بالنجاح من خلال ما يقدم من أفكار تتناسب والحاجة اليوم الأمر الذي جعله يصل إلى المكتب الكشفي العالمي مديراً عالمياً للطرق التربوية وتطوير الكشفية وأثبت نجاحه هناك وكان خير ممثل وسفيرٍ للكشاف العربي، والحقيقة التي لابد أن تقال إن المرحلة الحالية هي مرحلة الدكتور هاني لأسباب يعرفها كل ذي عقلٍ حصيفٍ؛ ولا أرى التفصيل فيها فهي معروفة لمن صفتهم كما قلت «العقل الحصيف»، وكلي ثقة في نجاحه فقد عرفته قائداً فذاً ومفكراً إستراتيجياً من الطراز الأول، ذو نظرة ثاقبة وفكر عميق، قريب من الشباب، آية في التواضع، صاحب صوت هادئ، وابتسامة دائمة، لطيف المعشر، يهتم بالجميع كشافاً أو قائداً، لا يبخل بمعلومة، همه النجاح ولا شيء غير تحقيق الهدف الذي رسمه أو رسم للعمل الموكل إليه، أسأل الله أن يوفقه ويُسدد على الخير خطاه وأن يعينه فيما يحقق من خير لمصلحة كشفيتنا العربية، في مرحلة عطاء جديدة مثمرة ومزدهرة بإذن الله تعالى.