التطوع والعطاء سمة من سمات المجتمعات المتحضرة حث عليها ديننا الحنيف، ويشكلان ركيزتين أساسيتين في بناء وتعزيز اللحمة الوطنية والتكامل والتعاون بين أفراد المجتمع. يُعَدّ التطوع عمليةً إنسانية إيجابية ذات قيمة كبيرة، حيث يقدم الأفراد وقتهم وجهدهم بلا مقابل للمساهمة في مساعدة الآخرين في شؤون حياتهم. يتضمن ذلك المشاركة بين الأفراد المتطوعين والقطاع الثالث مع القطاعات الحكومية في المبادرات والفعاليات، مثل خدمة ضيوف الرحمن، وجهود المتطوعين في الفرق الكشفية والطبية، والتعاون في مواجهة الأزمات ونشر التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة ومبادرات غرس الأشجار وحملات التبرع بالدم وغيرها من المبادرات التي تخدم الوطن والمجتمع، إلى جانب مشاركة جمعيات القطاع الثالث الخيرية، مثل جمعيات رعاية ذوي الإعاقة والأيتام وكبار السن.
ومملكتنا بفضل الله ثم بدعم وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تبرز كقائدة في المجال الإنساني التطوعي على المستوى الدولي، عن طريق جهود مركز الملك سلمان للإغاثة وما يقدمه هذا المركز العظيم بعطائه ومساعدة المنكوبين بسخاء في جميع بقاع العالم والتواجد في أماكن أهل الحاجة ليعبر عن نبل أهل المملكة العربية السعودية حكاماً وشعباً.
ويعكس التطوع روح الانتماء والمسؤولية المجتمعية، مساهماً في بناء جسور التواصل وتعزيز التضامن بين أفراد المجتمع، تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس» ليبرز أهمية خدمة الآخرين وحث ديننا الحنيف والأجر العظيم لأهل الإحسان والبذل من خلال العطاء والتضحية. لتتطور المجتمعات وتحقق التقدم يُتاح للأفراد في إطار العمل التطوعي فرصة تطوير مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة، مما يعزز تحسين الذات وتطوير القدرات الشخصية.
على الصعيدين الوطني والاجتماعي، يلعب التطوع دوراً حيوياً في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة، ليُعزز الروح التعاونية ويُعمّق الشعور بالانتماء إلى الوطن والمجتمع، ويمكن أن يكون التطوع مشاركاً للتطوير في مختلف القطاعات مثل التعليم والصحة والبيئة.
كذلك يُظهر التطوع والعطاء استعداد الأفراد للتفاعل الفعّال مع احتياجات المجتمع وتحقيق التوازن بين الحياة الفردية والمسؤولية المجتمعية. نُشير أيضاً إلى ضرورة أن يكون العمل التطوعي تحت مظلة رسمية، مع مراعاة الأنظمة والحقوق. إن التطوع هو عبارة عن ممارسة نبيلة تسهم في بناء مجتمع مزدهر.