فقد الوطن العربي والإسلامي أحد أهم رموز الثقافة والسلام، لقد كان العم عبدالعزيز سعود البابطين مدرسة في الحياة بكل معانيها، إن خاطبته وتحدثت معه تجد الرزانة والحكمة والمعرفة من رجل عركته السنون وأوجدت منه مدرسة استفاد منها العالم العربي والإسلامي أجمع.
اتصف بالوفاء والإخلاص والعطاء والتواضع والمحبة وصفاء القلب والرغبة الصادقة في خدمة الثقافة والسلام على مستوى العالم، ورغبته الدائمة في بذل الخير، نعم إن فقدك خسارة وكم كنت أتمنى وغيري أن يكون هناك ندوات ولقاءات بأمثالك ليمكن أن تستفيد الأجيال من هذه الخبرات العريقة، وصاحب رؤية ثقافية تستشرف مستقبل العرب والعالم مما مكنه أن يكون بحق أحد أعلام الثقافة العربية والعالمية، واليوم وقد رحلت فإن هناك الكثير ممن سيفتقدونك.
يستثمر في ماله ووقته للشعر والسلام، محاولاً أن يحقق بهذا العالم إلى السلام العادل من خلال مؤسسته العريقة، مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، التي تتبنى الجوائز للشعراء والندوات والمهرجانات والإصدارات، وساهمت في إحياء تراث الشعر العربي، من خلال معاجمها المتعددة، ونظمت مؤتمرات دولية للسلام والتعايش والحوار الحضاري، وأصدر (رحمه الله) مجموعة من الدواوين الشعرية من ضمنها «بوح البوادي» و«مسافر في القفار» و«أغنيات الفيافي».
وتشرفنا من خلال ملتقى عبدالله بن محمد أبابطين الثقافي بإقامة حفل تكريم للعم عبدالعزيز سعود البابطين بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، محققةً نجاحات لافتة ومنجزات غير مسبوقة ستظل محل التقدير للأجيال القادمة.
حاز خلال مسيرته الأدبية على أكثر من 14 شهادة دكتوراه فخريّة عربيّة وأجنبيّة، من قبل عدد من الجامعات المرموقة تقديراً لجهوده في المجال الثقافي والعمل الخيري الإنساني ونشاطه الداعم للسلام وحوار الثقافات، كما نال العديد من الأوسمة الرفيعة والدروع والجوائز تقديراً لما قام به من جهد في ميدان الثقافة في المحافل العربيّة والدوليّة.
وقد خلف إرثاً كبيراً في عالمنا العربي والإسلامي عنايةً في الأدب، وأنشأ عدة جوائز للشعر العربي.
لقد كان الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين أديباً موسوعياً، وله معجم البابطين للشعراء العرب، الذي ضم تراجم ونماذج شعرية لـ(9462) شاعراً منذ فترة ماقبل الإسلام، لغاية الشعراء المعاصرين.
أما التعليم والثقافة، فقد نالا حظاً وافراً عبر مركز عبدالعزيز البابطين لحوار الحضارات، وكراسي البابطين للثقافة العربية في العالم، وأكاديمية البابطين، فضلاً عن بعثة سعود البابطين للدراسات، والدورات التدريبية العديدة.
لقد كانت شخصية عبدالعزيز البابطين شخصية متفردة في عطائها عربياً وعالمياً، وكانت طموحاته كبيرة أوصلته إلى أن يصبح أحد أعلام الثقافة العربية الذين يشار إليهم بالبنان، فضلاً عن مكانته المرموقة في الثقافة العالمية.
ولا يمكن أن ينساه طلاب العلم، ولا العمل الخيري، فقد تكفل بمصاريف دراسة وابتعاث أكثر من 8000 من طلاب العلم في مختلف التخصصات، وقام ببناء 25 مدرسة، فضلاً عن إنشائه العديد من المراكز الثقافية والتعليمية والخيرية والمساجد.
رحم الله العم عبدالعزيز سعود البابطين وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
** **
- محمد بن عبدالله بن محمد أبابطين