لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِ فاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُ بِالآجَالِ
توفي غيهب بن محمد الغيهب صباح يوم الخميس 29-6-1445هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة الظهر بجامع الجوهرة البابطين بالرياض، ثم وُورِيَ جثمانه الطاهر بمقبرة الشمال -رحمه الله رحمة واسعة- وكانت ولادته في بلدة ملهم عام 1358هـ، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم على يد إمام وخطيب جامع ملهم الشيخ عبدالعزيز بن ناصر التريكي.
وفي عام 1374هـ انتقل إلى الرياض لمواصلة طلب العلم، فانضمّ إلى حلقات الشيخ محمد بن إبراهيم في مسجده المعروف بدخنه، ثم أكمل دراسته في المعهد العلمي بالرياض، بعد ذلك التحق بكلية الشريعة حتى نال الشهادة العالية منها عام 1384هـ، وواصل دراسته العليا فنال شهادة الماجستير عام 1389هـ وكان موضوع رسالته حول (التعزير في الشريعة الإسلامية).
وقد رشح للقضاء بعد تخرجه من كلية الشريعة حيث عُين قاضياً بالمحكمة الكبرى بالرياض عام 1385هـ واستمر في عمله حتى عام 1393هـ حيث انتقل إلى المحكمة المستعجلة، ثم عاد إلى المحكمة الكبرى حتى عام 1402هـ، وبعد ذلك انتقل إلى محكمة التمييز (محكمة الاستئناف حالياً)، وفي عام 1404هـ عُين رئيساً للمحكمة الكبرى في جدة حتى عام 1406هـ، ثم عاد إلى الرياض قاضياً في محكمة التمييز حتى نهاية شهر رمضان 1423هـ حين عُين عضواً في مجلس القضاء الأعلى، وبعد ذلك أُنشئت المحكمة العليا عام 1430هـ وعُين عضواً فيها حتى عام 1434هـ، ثم صدر الأمر الملكي بتعيين الشيخ رئيساً للمحكمة العليا بمرتبة وزير وذلك في 3 ربيع الأول من عام 1434هـ وفي عام 1442هـ عُين مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير حتى وفاته رحمه الله.
وقد كان طيلة عمله في سلك القضاء بمختلف درجاته مثالاً للأمانة وحسن التعامل والجد والاجتهاد وذلك لأكثر من خمسين عاماً:
خمسونَ عاماً بَل خمسونَ دُرَّةً
بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا
وقد كانت معرفتي بأبي محمد -رحمه الله- منذ سنوات طويلة حيث كان رجلاً عابداً متواضعاً كريماً طيب المعشر عطوفاً على المساكين مُحباً للخير.
وقد أخذ العلم على كثير من المشايخ أمثال سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، وكذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وغيرهم كُثُر مما كوّن له رصيداً حافلاً بالعلم، ولسان حاله مُردداً هذا البيت:
هم البحر فازدد منهم قُرباً
تزدد من الجهل بُعداً
رحم الله معالي الشيخ غيهب بن محمد الغيهب وألهم أخاه إبراهيم وأبناءه وبناته وعقيلته وكافة أسرة الغيهب ومحبيه الصبر والسلوان.
وباركَ الله في الأرض التي ضَمِنَت
أوصالَه وسَقَاها باكرُ الدّيَمِ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف