يا ولدي قلتُ لَك..
منذُ الصغر..
إن كبرتَ..
فلا تكن إلا أنت..
فكن أنت..
كما تختار وتشاء..
لا تقلدني في مشيتي..
ولا في نبرة صوتي المرتعش..
فقدمايَ عاريتان فوق حصى..
قدم تقف فوق صفيح ساخن..
وأخرى تقف فوق الجليد..
لا تقلدني..
في السير على ذات الطريق..
لا تأخذ عني سوى صهيل الجلجة..
كن أنت كما تشاء..
صحّح اعوجاجي فيكَ..
في استقامتِك أنت..
تستقيمُ لك الطريق..
إلى ما عجزتُ أنا عنه..
طيلَة السبعينَ جمرة..
فقد غاصت فيها..
قدماي العاريتان..
في وحلِ المرحلة..
تجاوز عني يا ولدي..
وعن خطواتي المتعثرة..
كن أنت صانع الحدثِ..
ذا الأفقِ البعيد المدى..
بلا تردد أو مراوغة..
بعيداً عن الغرق..
في نفاق المرحلة...
يا ولدي..
لا تساهم في شقائي..
وفي قتلي مرتين..
فلا زِلتُ أمشي..
حافي القدمين..
قدم فوق الجليد..
وأخرى فوق صفيح ساخن..!