على ضفاف جامعة الملك فهد برزت ثلة من الطلاب الذين وحدوا قواهم وكرسوا جهدهم في تنظيم فعالية (تيدكس) الأخيرة التي حظيت بتفاعل كبير جداً في أوساط المجتمع العلمي والعملي داخل السعودية وخارجها واستناداً على الأرقام الإحصائية فقد وصل عدد الزائرين أكثر من 18000 زائر وغيره من الأرقام وهذا ينم عن مدى أهمية هذا الحدث الأكثر من رائع، ماذا تعني (تيدكس)؟
باختصار شديد هو حدث منبثق من المؤتمر الرئيسي (تيد) وهو عبارة عن حدث يضم المفكرين والمؤثّرين حول العالم لمشاركة أفكارهم مع كل من هو مهتم بالتطوير في مجال اختصاصه وهذا ما زاد من توهجه وبات من أفضل المنصات حالياً كما أنه يصنف ضمن المنظمات غير الربحية، وبدورها تقوم بالإشراف على حدث (تيدكس) المصرح من قبلها للمؤسسات التعليمية وغيرها وهذا يعني أن (تيد) حدث يهتم بالمجتمع العالمي و(تيدكس) يهتم بالمجتمع المحلي وبالمناسبة الحدثان مهمان ولا يقلّل من شأن (تيدكس) لأنها تسلط الضوء على القدرات العلمية والمهنية المحلية في أي دولة تقام فيها.
في نظري أن حدث (تيدكس) تأثيره أقوى من ذاك لأن المتحدث والمتلقي ينطلقون من بيئة واحدة وظروف متقاربة وبينهم روابط مجتمعية عديدة فيسهل إيصال المعلومة بكل سلاسة ووضوح دون الحاجة إلى ترجمة أو تأويل وفي كهذا لقاءات يكون السهل الممتنع مطلباً للمتحدث ولا حاجة لأي تصنع أو تكلف لأنه حديثة عبارة عن إلهام وهو الأثر الروحاني الكامن في النفس البشرية كما عرفه (ابن سينا) فذلك الأثر سيصل إذا كان محرك لمشاعر ومحاكي لأفكار الحاضرين وهنا تكمن أهمية الفعالية.
كما أطلق طلاب (جامعة الملك فهد) على فعالية (تيدكس): رسالة المعنى عنوان غاية في الجمال وهي فعلاً كانت كذلك بما تعنيه الكلمة من معنى وعندما سئلوا عن العنوان قالوا: اخترنا رسالة المعنى لتكون رسالتنا لأننا نؤمن بأن لكل شخص رؤية فريدة تميزه عن الآخرين وتشكّل وجهة نظره الفريد حول العالم.
للقائمين على (تيكدس) أقول لهم: رسالتكم وصلت وهذا المجهود الذي بذلتم يذكر فيشكر وإننا نتطلع إلى المزيد من اللقاءات التي تساعد في نشر الوعي والاستفادة قدر الإمكان من الخبرات المهنية من أبناء الوطن.