قبل ما يقارب عاماً قابلت أحد الأشقاء من الجنسية الباكستانية في الحرم النبوي بعد صلاة العشاء يقوم بعمل جليل يمثل توديع المصلين بتعطيرهم بعطر المسك والعنبر وقد ملأت وجهه السعادة الغامرة وكأنه يقول هذه اللحظات لا تقدر بثمن تمتزج بابتسامات ولغة محب لهذا العمل في المسجد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام، وعند سؤاله عن هذا العمل وهل هذا عملك وتتقاضى عليه مقابلاً؟ أجاب لا هذا عمل بلا مقابل أجد مقابله بأعين المصلين وسعادتهم ودعواتهم.
أنا أحب هذا البلد والمجتمع الطيب وتشجعني ما يلقى هذا المسجد النبوي من جهود كبيرة وعناية فائقة من حكومة المملكة العربية السعودية.
دفعتني هذه الإجابة إلى تحديث معلوماتي عن الجهود التي تبذل في العناية بالحرم النبوي وخصوصاً في أوقات الفضيلة من السنة كشهر رمضان والحج والعمرة، وحيث يجسد الحرمان الشريفان أنموذجاً فريداً لعناية المملكة بضيوف الرحمن وتوفير كافة الرعاية والعناية لهم، ومن هذه العناية المشروعات العملاقة التي نفذتها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير كافة الخدمات بهما والتي تتناغم مع رؤية المملكة 2030.
وتعد عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوسعتهما لاستقبال ضيوف الرحمن، في مقدمة خطط المملكة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة الحرمين الشريفين وأداء النسك على أكمل وجه، حيث نفذت المملكة العديد من التوسعات في الحرمين الشريفين وفق تخطيط محكم وخبرات هندسية تسعى لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام.
وبالنسبة للتوسعة السعودية الثالثة والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، تعد من أبرز المنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر، وذلك وفق معايير جودة عالية لتحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة فريدة ومميزة.
وأخيراً بلادنا مليئة بالأشقاء المحبين لمملكة الخير ولشعبها الطيب جسدت أفعالهم ومبادراتهم الطيبة هذه المحبة فهذه القصص الجميلة تستحق أن تروى إلى الشعوب الخارجية عبر وسائلنا ووسائلهم الإعلامية والاتصالية لما لذلك من الأثر الإيجابي.