هناك ذكريات شواهد، وتواريخ خوالد، لا تنسى ولا تمحى من سفر حياة الإنسان، وفي شهر رمضان المبارك وعلى مرّ العصور، حدثت انتصارات عظيمة غيّرت وجه التاريخ، وكسر المسلمون في هذا الشّهر شوكة الهوان، وحطّموا قيد المستحيل، وأخمدوا نيران الظّلام، وكما قيل: فإنّ الأمّة التي لا تقرأ تاريخها لا تصوغ مستقبلها؛ لذلك نتذكّر أهم الانتصارات الإسلاميّة التي حدثت في شهر رمضان المبارك:
1 - غزوة بدر الكبرى: حدثت غزوة بدر الكبرى في 17 رمضان من العام الثّاني للهجرة النّبويّة الشّريفة، وهذه المعركة هي الانتصار الأوّل للمسلمين في تاريخهم الحربيّ، وفاتحة لانتصاراته المتتابعة.
2 - فتح مكّة: في 20 رمضان من العام الثّامن للهجرة النّبويّة الشّريفة، كان فتح مكّة وهو بداية سيطرة الإسلام على الجزيرة العربيّة بأكملها، إذ أثّر تعامل الرسول عليه الصّلاة والسّلام مع أهالي مكّة من الصّفح والعفو الجميل تأثيراً كبيراً؛ أدى لانتشار الإسلام بين العرب والأمم الأخرى.
3 - معركة حطّين: حدثت في 26 من شهر رمضان سنة 583 للهجرة النّبويّة الشّريفة، بقيادة النّاصر صلاح الدّين الأيّوبيّ، وهي المعركة التي أعادت للأمّة هيبتها وقبّة قدسها ثالث الحرمين الشّريفين .
4 - فتح الأندلس: في 28 رمضان عام 92 هجريّة، كانت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير تقرع أبواب أوروبّا عن طريق الأندلس (إسبانيا والبرتغال حاليّاً)، فعبَر طارق بجيشه المضيق الذي يعرف باسمه الآن - مضيق جبل طارق- ليلاقي جيوش القوط ويهزمها في معركة وادي لكة، والّتي فتحت الباب أمام المسلمين لفتح شبه الجزيرة الأندلسيّة، حتّى ظلّت الأندلس عروس الأمّة وبوّابة ومعبّراً لدخول الإسلام في عمق أوروبّا.
5 - معركة بلاط الشّهداء: في اليوم الثّاني من رمضان سنة 114 للهجرة النّبويّة الشّريفة، التقى جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي ضد جيوش أوروبّا بقيادة شارل مارتل في معركة بلاط الشّهداء، وكان الانتصار حليفاً للمسلمين فيها بداية، إلّا أن المعركة لم ترجّح أيّ كفّة في النّهاية، بل استشهد قائد المسلمين عبد الرحمن الغافقيّ، فاضطر المسلمون للانسحاب من الميدان، وكانت هذه آخر محاولاتهم لفتح فرنسا.
6 - فتح عَمُوريّة: في 17 رمضان من سنة 223 للهجرة النّبويّة الشّريفة، قاد الخليفة العبّاسيّ المعتصم بنفسه جيشاً كبيراً؛ لفتح عموريّة بعد أن استنجدت به امرأة بقولتها المشهورة «وامعتصماه».
7 - معركة عين جالوت: في 25 رمضان سنة 658 للهجرة النّبويّة الشّريفة، انتصر المسلمون بقيادة الملك المظفّر سيف الدين قطز وركن الدّين بيبرس على المغول في معركة عين جالوت، وكان المغول يستهدفون القضاء الشّامل على الحضارات والعالم الإسلاميّ، فكان هذا الانتصار بداية فرار المغول من العالم الإسلاميّ.
أخيراً: ما أحوجنا، بل وما أحوج العالم الإسلاميّ بأسره؛ للعودة إلى تفعيل قيّم البطولة والعطاء والبناء الحضاريّ، ولنعد إلى تراث أمّتنا في إعادة صنع التّاريخ الإسلاميّ المشرق، فأمّة من دون تراث هي أمّة من دون روح.