عندما نتأمل، القرآن الكريم وما أتى به من معجزات إلهية عظيمة كانت ولازالت وستبقى معجزة كونية خالدة خلود الدهر ولن تتأثر حتى يرث الله الأرض ومن عليها فهو منهج عظيم ينظم حياة الأمم ويحفظهم ويسير بهم إلى طريق الحق والصواب.
فالقرآن الكريم جمع البيان والتبيان وأتى بمعجزات ثابتة من زمن النبوة إلى حاضرنا المعاصر، وبقي المرجعية على مر العصور ومن إحدى صور معجزات القرآن الكريم جمعه وإلمامه بتفاصيل حياة الإنسان من الولادة إلى التربية وحسن الخلق وضبط السلوك وغرس القيم والمبادئ ومروراً بتعاليم الدين الحنيف وتطبيق أحكام الشريعة، بالإضافة إلى احتوائه على قصص وأحداث تستمد منها الأمم الإلهام والشموخ والعزة والتمكين، فالقرآن جاء شاملاً وكاملاً لكل معاني الإيمان بالله سبحانه وتعالى وهذا ما جعل القرآن الكريم معجزة عظيمة يهدي الإنسان وينير له دربه إلى الصراط المستقيم يقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، فهو الحقُّ القاطع والنور الساطع، وإعجاز القرآن الكريم لا يقتصر على أمة أو مجتمع معين بل تأثيره أشمل وأعظم وأعم وكم شاهدنا من عالم غير مسلم قرأ القرآن الكريم وتعجب من فصاحته وبلاغته وانبهر من إعجازه ومعانيه وشمولية إلمامه بجميع العلوم وبعدها أعلن إسلامه لما شاهده من عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إبداع خلقه وتبيان كتابه.
وهنا دعوني أتوقف قليلاً عند كلام الإمام القرطبي رحمه الذي يقول: »ولمّا كان هذا الكتاب بهذه المنزلة حيث نزل به أمين السماء على أمين الأرض، عزمتُ أن أفني فيه عمري وأستفرغ فيه طاقتي.
انظروا إلى هذا الإحساس العظيم فالقرآن قوة وسلاح عظيم للمؤمن قال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر:21).
وقال الرسول صل الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي) فالموفق من تدبر معانيه وعمل بآياته فكان له نوراً وضياءً وبهجة وسعادة.
وهنا أستذكر مقولة خلدها التاريخ وهي: «علّم ابنك القرآن، والقرآن سيعلمه كل شيء».
لأن القرآن يشمل جميع الأمور التي يحتاجها الإنسان صغيرها وكبيرها وهو المرجعية والأساس الذي يبني عليه طريقه ليحقق به نجاحاته وإنجازاته.
جعلنا الله من الحافظين لكتابه والعاملين بمحكم تنزيله.