مكة المكرمة - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت دراسة علمية أمانة المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، القيام بمشروع صياغة قرارات المجمع الصادرة على هيئة مواد أو ضوابط مختصرة لتيسير الاستفادة منها، وكذلك القيام بمشروع ترجمة قرارات المجمع أو مختصرها) مكتوبة أو مسموعة أو مرئية لجميع اللغات - قدر الإمكان ليصل رأي المجمع لطلاب العلم في تلك البلاد ومن وراءهم من عموم المسلمين، وأما القرارات المتعلقة بالمسلمين في بلاد الأقليات فأوصي علاوة على ترجمة القرارات بشرحها وتوضيحها.
وأوصت الدراسة العلمية المعنونة بـ»منهج المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي في دراسة النوازل الفقهية.. دراسة تأصيلية تحليلية تطبيقية» للباحث أنس بن عبدالله النازل، وحصل بها على درجة الدكتوراه من قسم الفقه بجامعة أم القرى، أوصت الدراسة بالعناية بتوصيات المجمع في قراراته، حيث إن من سمات منهج المجمع الاجتهادي، التوصية بما يحقق مقاصد الشارع، ويحل الإشكالات الواقعية التي تقع للمسلمين، كتوصيته على سبيل المثال.. بإنشاء مركز في مكة المكرمة للعناية بالعلوم الشرعية الفلكية ليكون مرجعاً للمسلمين في مواقيت الصلاة في جميع مدن العالم وخاصة البلاد غير الإسلامية، ولإصدار تقويم هجري موحد لجميع المسلمين»، فالعناية بهذه التوصيات وتطبيقها على أرض الواقع فيه تكميل للقرار وتعظيم للاستفادة منه؛ فهذه التوصيات لاشك أن الذي دعا المجمع لتدوينها هو ما رآه من حاجة الناس لها، فهي توصيات نبعت من الواقع؛ فأوصي كل من وجهت له الوصية من المجمع أن يوليها اهتماماً بدءاً من ولاة أمور المسلمين- وفقهم الله وأعانهم وسددهم، والجهات التي تتولى إصدار الأنظمة في الدول الإسلامية والوزارات المعنية والعلماء والدعاة وانتهاء بعموم المسلمين، كما أوصى الباحث بدراسة توصيات المجمع الفقهي الواردة في قراراته دراسة ميدانية، وبيان ما تم منها على أرض الواقع، وما لم يعمل به حتى الآن؛ وذلك لأمرين.
الأول: بيان أثر المجمع في العالم الإسلامي، ويتحقق ذلك في التوصيات المطبقة بعد تاريخ إصدار القرار، وأثر هذه التوصيات المطبقة على الناس في تيسير أمور عباداتهم ومعاملاتهم وشؤنهم.
والأمر الثاني: إبراز التوصيات التي لم يُكتب لها التطبيق حتى الآن، عسى أن تجد لها في واقع الناس حضوراً، وهذا من إحياء العلم النافع إن شاء الله تعالى.
وشددت الدراسة على أهمية قيام المجمع بدراسة منهج المجمع الفقهي في القرارات المتعلقة بالعقيدة)، فالمجمع أصدر قرارات مهمة في بيان حال بعض الفرق المنتسبة للإسلام وتقويم الانحرافات العقدية، وهذه القرارات جديرة بالدراسة المنهجية؛ لتكون نبراساً للمتصدين من العلماء والمتخصصين في العقيدة لصد شبهات المبطلين، والتي تزداد يوماً بعد يوم، حمانا الله من الزيغ، وثبتنا والمسلمين على الدين القويم، وكذلك قيام أمانة المجمع الفقهي بالرابطة بنشر مناقشات القرار الدائرة بين أعضاء المجمع-كما هو معمول به في مجمع الفقه الدولي بمنظمة المؤتمر-ولو بعد التهذيب والاختصار؛ ففيها برأيي-إعانة على فهم القرار، وأدلته، ومنطلقاته.