صباح الخير لكِ وللقابضين فيك على الزناد..
صباح الخير للشهداء والجرحى..
صباح الخير للفاقدين والمفقودين الصابرين المحتسبين أجرهم على الله..
لقد باتت الصور القادمة اليوم من غزة أبلغ رسالة وبرهان من أي قصيدة أو مقال عن غزة..
لا داعي لنسج القصائد فيك ولا تطريز وتدبيج المقالات عنك يا غزة، الصورة التي تعكس الواقع وتنقله الكاميرات أبلغ من أي قصيدة أو مقال أو رأي أو تحليل لكاتب أو لخبير..
ماذا يمكن أن تكتب عن قتل النساء والأطفال واغتيال كل أسباب الحياة..
ماذا تكتب عن سقوط كل القيم لهمجية الاحتلال..
ماذا تكتب عن غزة العزة والشهادة والصمود والتحدي والتصدي للغزاة..
ماذا تكتب عن الأسر الشهيدة بالجملة دون ذنب اقترفته دون خجل أو حياء..
لم يعد الشهداء فيك فقط من المقاتلين في ميدان المعركة، فكان نصيب الأطفال والنساء هم الأوفر حظاً في عداد الشهداء..
فقد أصبح كل بيت فيكِ يا غزة ميداناً للمعركة وللصمود وللقتال..
كل مسجد وكنيسة، كل جامعة ومدرسة أصبح هدفاً للحرب المجنونة وللانتقام..
نعم إنها المواجهة الشاملة قد وقعت بكل الأبعاد..
فرضها التطرف الصهيوني العنصري النازي الفاشي المحتل..
إنه صراع الوجود والبقاء على أرض فلسطين، إنه الصراع مع الديمغرافيا الفلسطينية وما تمثّله فيه غزة..
ستبقى فلسطين أرض المحشر والمنشر، أرض البركة والعزة والقداسة والإسراء والفداء..
إنه صراع الحق والحقيقة والعدل مع الباطل والدجلِ والشر والإمبريالية والعنصرية والكذب والتزوير..
إنه الصراع مع كل قوى الاستكبار والفاشية والاستعمار..
قد حلَّ زمن إباحة القتل والدمار فيك يا غزة لأنك رمز العزة والإباء والثورة..
لأنك مثّلتِ حاضنةً لروحِ الوطنية الفلسطينية والتمرد والثورة والثوار..
غزة خزان الثورة الذي لا ينضب..
نعم، ذنبك الوحيد أنك تحبين الحياة وتنجبين الثوار والأحرار..
ستبقى غزة مصدر الشرف والعز والفخار للأمة، ورمزاً للنضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال..
أنتِ على مرِّ التاريخ مدينة ليست ككل المدن..
فيكِ عشقُ الشهادةِ..
فيك يقبرُ الغزاةُ، ويهزم الطغاة، وينتحر جميع البغاة..
لكِ المجدُ في الأولينَ وفي الآخرين..
لكِ العزةُ والشرف النبيل يا غزة..
لكِ كل الأوسمة والنياشين..
لكِ الصبرُ والإيمان بحتمية النصر القريب المبين - بإذن الله..
يرونه بعيداً ونراهُ قريباً وإنا لصادقون...
صباحُ الخيرِ يا غزةَ..
صباح المجدِ والشرف والشهادة والعزة..