في شهر رمضان الكريم وفي إحدى لياليه المباركة وفي العشر الأواخر وبفضل الله وتوفيقه قُدّر لي أن أدخل الحرم النبوي الشريف مبكراً ومع التنظيم الرائع داخل الحرم وفي ساحاته رغم كثافة المصلين وبعد صلاة العصر يتسابق أصحاب السفر الرمضانية بترتيب سفرهم بانسيابية مريحة وبتنظيم رائع وفي مكانها المحدد لها لا يزيد عنه ولا ينقص وما أكثر أهل الخير وممن تسابقوا لكسب الأجر وأخذ موقع لسفرة من قبل اللجان المنظمة.. وبعد أن يقوم أصحاب السفر بفرش السفر تمتليء السفر بالخيرات والبركات الربانية المشهودة فالكل له نصيبه من صلاته ورزقه.. فالخيرات تترى زبادي وشريك ودقة المدينة ورطب وماء زمزم وقهوة غالباً وشاهي في بعض السفر. وبعد أن يفطر الصائمون وقبل إقامة صلاة المغرب تنقل السفر بانسيابية وبتنظيم رائع بخبرة مكتسبة في ثوانٍ ويبقى المكان نظيفاً.. وهذا مشاهد بالعين المجردة وجهود منظمة بتميز يشكر القائمون عليها..
هناك داخل الحرم جنسيات كثيرة وأقوام ولغات شتى جمعهم الإسلام والصلاة في مسجد نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكلٌّ له حكاية ومطلب وأمنية، ولكنهم تجدهم على قلب واحد متعاونين متحابين كرماء مع بعضهم فمثلاً هذا لبس الزي السعودي ومبتسم وسعيد وواضحة السعادة في محياه.
وآخر عنده حكاية وقصة تستحق الذكر فهذا مثلاً قدم من إحدى الدول الإسلامية وإلى المسجد النبوي تحديداً وإلى السفرة التي كان يفطر فيها والده عندما كان يعمل في المدينة المنورة قبل سنوات وقبل وفاته فأتى إلى السفرة بعد أن بحث عنها هدفه البر بوالده رحمه الله وأصحابه ممن كان يعمل معهم في إعداد السفرة الرمضانية في الحرم النبوي.. والقصص كثيرة وهذا جزء منها...
وفي الختام شكراً لقيادتنا الكريمة على هذه الجهود المنظمة والكبيرة وتهيئة المكان الشريف لزوار المسجد النبوي.. والشكر لجميع العاملين في المسجد النبوي الشريف على جهودهم الكبيرة في التنظيم المميز لحركة الزوار والمصلين داخل الحرم وساحاته وخارجه قبل الصلاة وبعدها وفي حركة لاتتوقف على مدار الساعة.. فجزاهم الله خيراً وأكرمهم وحفظهم وبارك لهم.