الخسارة في كرة القدم (طبيعية)، لكن من غير الطبيعي أن يخسر الهلال، هكذا يراه أنصاره وكما يريدونه منتصراً دائماً وبطلاً خارقاً للعادة.. فهل الهلال فوق الخسارة؟ أم أنه هو من عوّد جماهيره على الفوز دائماً بشكل نسوا معه طعم الهزيمة والخسارة؟!

السؤال: لماذا خسر الهلال موقعة العين الأولى في الإمارات رغم أنه كان مرشحاً للفوز فيها؟! الإجابة ببساطة الثقة الثقة المفرطة بالذات أو الغرور، وهنا يجب أن نخلط بين الاثنين رغم أن بينهما شعرة بسيطة، فالهلال كان قد تعاطى الثقة بغرور وتعالٍ أمام العين الفريق الذي أخرج النصر في دوري الأبطال لكن شعور الإفراط بالثقة وعدم احترام الخصم رغم أنه ليس سهلاً ولو كان لما تواجد بهذا الدور جيسوس يعلم ماهية العين لكنه وقع في الفخ!

جيسوس غامر بكل ما أوتي من قوة بالهجوم والضغط بملعب الخصم على حساب الدفاع الذي كان مكشوفاً، والعين وجد الثغرة التي يلج من خلالها لأهدافه وشن غاراته عليها! في الوقت الذي كان فيه الهلاليون في برجهم العاجي وأنهم لا يهزمون وأن هزيمة العين ليست أكثر من مجرد وقت ويلحق بالضحايا السابقين!.

فرق كبير بين الثقة المبنية على العمل والتركيز والاجتهاد وبين الدخول للمباراة بإحساس الفائز المنتصر والنتيجة العكس صدمة (ضارة نافعة)!

الهلال هو من يهزم نفسه أمام الخصوم وهو من قدم الفوز والأهداف الأربعة على طبق من ذهب للعين ومدربه على الرغم من أنه هو الأفضل في كل شيء ولا توجد مقارنة!

غرور اللاعبين (بالجملة) أوصلهم لمرحلة تقاعس ولا مبالاة واستسهال للخصم وسلبية زائدة في كل شيء؛ كرة القدم تعطي من يعطيها وتخذل من يدير ظهره لها، الهلال لم يكن ضحية نفسه وتفكيره فقط بل ضحية إعلامه الذي صوره بالفريق الخارق الذي لا يُقهر ولا يُهزم وضحية جمهوره الذي يريده آلة لا تتوقف فوزاً وتسجيل أهداف وحصد بطولات، كرة القدم فيها الفوز والتعادل والخسارة، وضحية مدربه الذي خانه ذكاؤه هذه المرة في قراءة الخصم فغامر وهاجم واندفع دون عمل حساب لتأمين دفاعه، وهنا أستطيع القول بأن غلطة الشاطر بعشرة!

الفوز ليس عدوى الفوز يحتاج جهداً وعملاً واحتراماً للمقابل، العين أعطى درساً للهلال في كيفية احترام الخصم وذكّره بحالات كرة القدم التي يمر فيها أي فريق طبيعي وأنه غير مُنزهٍ عن الخطأ والهزيمة!.

- مباراة البارحة.. هل وصل الهلال؟!

- مبروك تأهل المنتخب السعودي الأولمبي للدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة رغم الخسارة أمام العراق!.

** **

- هيا الغامدي

@Haya_alghamdi