لم يكُن مفاجئاً بالنسبة لي خروج الهلال من البطولة الآسيوية وإن توقعت فوزه سابقاً، بل توقعت تأهله بشرط أن يلعب بمستواه المعهود وشراسته التي عُرف عنها هذا الموسم مع مدربه جيسوس، ولكن إن لم يتأهل فلن أتفاجأ لسبب قد ذكرته في حديثي الأسبوع الماضي أن أنديتنا تفتقد لحسابات الذهاب والإياب وسريعة الانهيار مع أي متغير فيها.
وإن أردنا الحديث عن مباراة الإياب فلن أطيل بالحديث عنها، ولكني شعرت بأن الهلال دخل المباراة وهو غير مستعد إلا لسيناريو واحد فقط وما عداه فإن الفريق سينهار ويسلّم المباراة للخصم نتيجة ارتباكه واستعجاله، الهلال لم يكن مستعداً إلا لسيناريو أن يدخل المباراة ويحاول إحراز هدف من بداية المباراة دون التفكير بأن يحدث ما هو عكس التوقعات وهو أمر طبيعي قد يحدث، وهذا ماحدث بأن بدأ الهلال المباراة بتسجيله للهدف الأول وبدلاً من أي يحافظ على الكرة استمر في اللعب برتم عالٍ جداً وكأنما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط هدوء وتماسك من العين وكأنه كان يتوقع هذا السيناريو وهو الصحيح منه بأن يتوقع ذلك، حتى أتى هدف العين ودخل الهلال بعدها حالة من الارتباك والفوضى والعجز على الرغم من الوقت الطويل جداً المتبقي ومنها شعرت بأن الفريق دخل المباراة بسيناريو واحد فقط ولايحتمل أي سيناريو آخر ولم يخطط حتى للتعامل معه، أما الآن وبعد مضي 3 أيام على نهاية المباراة أعتقد بأن الحديث عن المباراة قد أشبع طرحاً، ولكن ما أود قوله هو عما بعد هذه المباراة من قبل بعض الإعلام والجمهور، أعلم بأن هذه البطولة هي المفضلة لدى الهلال والهلاليين كيف لا وهم أسيادها بتحقيقهم لثمانية ألقاب آسيوية، ولكني لا أتفق مع من يرى بأن موسم الهلال إن لم يحقق الهلال فيه البطولة الآسيوية حتى وإن حقق جميع البطولات المحلية فهو موسم جيد لا أكثر فهذا كفر بالنعمة وتعظيم لبطولة على حساب التقليل من بطولات مهمة جداً، في كل الدوريات يرى المتنافسون فيها بأن بطولة الدوري إن لم تتساوى أهميتها مع البطولة القارية فهي لن تقل عنها كثيراً، وفي ظني بأن أي نادٍ في العالم يربط نجاحه بتحقيق بطولة معينة فهو يحاول أن يستصغر من قيمة ناديه ويقلل من أي منجز آخر يحققه خلاف بطولته المنتظرة، قد أتقبل هذا الرأي قبل 2019 حين كان الهلاليون ينتظرون العودة لتحقيق البطولات الآسيوية ولكن الآن فحظوظ الهلال في كل البطولات كمرشح أول ووصوله في آخر 10 نسخ في البطولة الآسيوية إلى نصف النهائي والنهائي 7 من أصل 10 مرات يبرهن بأن الهلال هو المرشح الأوفر حظاً في هذه البطولة وسيبقى قريباً منها في كل موسم، حتى وإن كان هناك نسخة سهلة لم يحققها أو أخطاء تحكيمية ارتكبت بحقه فهذا لا يجعل من البعض يخرج كما خرج مؤخراً يتحدث وكأنما موسم الهلال انتهى ويبدأ بالحديث عن احتياجات الفريق للمسم القادم، وهو بذلك يؤكد للجميع بأن موسم الهلال يبدأ مع البطولة الآسيوية وينتهي بنهايتها، حتى أن ردود الفعل بين خسارة آسيا أراها مختلفة تماماً عن خسارة الفريق للدوري، هل موسم الهلال انتهى؟ بالتأكيد لا فهو الآن في مرحلة الحصاد، كسب بطولة وخسر واحدة ومتبقٍ له اثنتان هو الأوفر حظاً للفوز فيهما، لذا نصيحتي بأن الهلال هو المرشح الأول في كل موسم لأي بطولة يشارك بها وهذا رأي منافسيه قبل غيرهم وعليه يجب أن يعلم محبو هذا الفريق بأن الهلال يلعب كل موسم للمنافسة على 4 بطولات كحد أدنى وليست بطولة واحدة، فالهلال ليس بعيداً عن تحقيق أي بطولة ولم يغب كثيراً عن أي بطولة ولست ضد العتب أو الغضب أو الزعل حتى وإن كانت مباراة ودية، ولكن ربط نجاح موسم الهلال في البطولة الآسيوية حتى وإن حقق البطولات المحلية فهي فكرة لن يشقى منها إلا صاحبها.
رسالتي:
في الموسم الماضي كانوا يقولون إن الدوري أصعب من آسيا، والآن يرون آسيا هي البطولة الأصعب، فأدركت بعدها أن أقوى بطولة بالنسبة لهم هي التي يخرج منها الهلال!.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer