عليك سلامُ الله مِني تحيّةً
ومن كُل غيثٍ صادقِ البَرقِ والرّعدِ
لقد فقدت الساحة الأدبية والصحفية أحد روادها البارزين الأستاذ الأديب عبدالرحمن بن فيصل المعمر، وذلك يوم السبت 18-10-1445هـ، وتمت الصلاة عليه بعد عصر يوم الأحد 19-10-1445هـ، بجامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض، ثم حُمل جثمانه الطاهر إلى مهوى رأسه بلدة سدوس، حيث وُورِيَ الثرى بمقبرة سدوس، وقد أدى الصلاة عليه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وعدد من أصحاب السمو الأمراء، وأصحاب الفضيلة والمعالي، وجمع غفير من معارفه ومحبيه.
ولقد كانت ولادته في بلدة سدوس شمال غرب الرياض في عام 1358هـ -تقريباً- وبعد بلوغه سن السادسة انتقل إلى الطائف، وعاش طفولته في بيت ابن عمه ووالد زوجته الأمير الشيخ عبدالعزيز بن فهد المعمر -رحمه الله-، والتحق بالمدرسة الابتدائية بالطائف، وواصل دراسته في مدرسة دار التوحيد، إلى أن نال الشهادة الثانوية منها، فقد عاش طفولته وشبابه في الطائف:
بلدٌ صَحبْتُ به الشبيبة والصِّبا
ولبستُ ثوب العمر وهو جديدُ
ولقد كان لنشأته في الطائف الأثر الكبير في محبته للأدب، حيث كان يلتقي بأعلام وأدباء كبار كانوا يتوافدون على الطائف في الصيف، وبعد ذلك انتقل إلى الرياض، وعمل في معهد الإدارة فترة من الزمن، ثم انتقل إلى وزارة المالية، بعدها انتقل للعمل في رئاسة مجلس الوزراء في عهد الملك سعود -رحمه الله-، وكان ممن زاملهم في العمل الأديب عبدالعزيز الرفاعي -رحمه الله- والذي كان له صالون أدبي كل خميس، وكان يحرص على حضوره والإنصات للأدباء والاستفادة منهم، مما كوّن له رصيداً زاخراً من الأدب:
هُوَ البَحْرُ فازْدَدْ مِنْهُ قُرْباً
تَزْدَدْ من الجَهْلِ بُعْداً
ثم بعد ذلك دخل في عالم الصحافة، وكانت بدايته في صحيفة «الجزيرة»، وذلك عام 1379هـ، وقد كان للشيخ عبدالله بن محمد بن خميس دورٌ في ذلك، ثم بعد ذلك رشحه لعضوية مؤسسة الجزيرة الصحفية، وتولى رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة لعدة سنوات، وبعد ذلك عمل كبيراً للمراسلين في وكالة الأنباء السعودية، وأسس دار ثقيف للنشر والتأليف بمشاركة الأديب الراحل عبدالعزيز الرفاعي، وقام بإصدار المجلة الدورية (عالم الكتب)، وكذلك ألف عدداً من الكتب وله مشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
وقد حَظِيَ بالتكريم في معرض الكتاب بجدة، وتسلم درعاً من راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكذلك تم تكريمه في النادي الأدبي بالطائف، وقد استضافه الدكتور محمد المشوح في «ثلوثيته» في شهر صفر من عام 1444هـ، بحضور جمع من الأدباء وقُدم له درع بهذه المناسبة تكريماً له.
ولي مع «أبو بندر» ذكريات جميلة ولقاءات متبادلة، فقد زارني في منزلي بمحافظة حريملاء، برفقة صديقه وصديقنا الأستاذ الأديب حماد السالمي، وكنا نسعد به عن قرب عندما كان أمير الطائف -سابقاً- معالي الأستاذ فهد بن عبدالعزيز المعمر يدعونا لحضور بعض المنتديات والفعاليات التي يرعاها بمحافظة الطائف.
ولأسرة آل معمر محبة خاصة، حيث كان آباؤهم يزورون والدنا الشيخ عبدالرحمن بن محمد الخريف، ويقدرونه، وتربطهم به علاقة صداقة ومحبة في الله، رحمهم الله جميعاً.
حجبت عَنَّا وَمَا الدُّنْيَا بمظهرة
شخصاً وَإِن جلّ إِلَّا عَاد محجوباً
تغمد الله الفقيد -أبا بندر- بواسع رحمته، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وألهم أخاه الشيخ مشاري بن فيصل المعمر وإخوانه الكرام وأبناء الفقيد وبناته وعقيلته وأسرة آل معمر كافة ومحبيه الصبر والسلوان.
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف