الباحة - واس:
تعد منطقة الباحة واحدة من المناطق والمدن العديدة التي تكتنز إرثاً كبيراً من فن العمارة القديمة، الذي يبرز في قراها المتناثرة في أنحاء المنطقة، حيث رُوعي في تصميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها أن تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأن تتلاءم مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة، حيث تقوم النزل التراثية بدور حاسم في الثقافة السياحية، فهي بيئة خصبة وعامل رئيس لجذب المزيد من الاستثمارات، فأصبحت هذه النزل متنفسًا يتوافق مع أذواق العديد السياح في المملكة والخليج والعالم، وسط أجواء للحياة القديمة التي أصبحت حلم الكثير لقضاء أوقات ماتعة.
ومن أبرز ما يميز تلك النزل التراثية هو اعتمادها على الطبيعة دون سواها، حيث يبنى البيت من الأحجار والأشجار التي تُجلب من مختلف أنحاء المنطقة، وعادة ما تكون من صخور الجرانيت والبازلت التي تزين بأحجار المرو، فيما يسقف البيت بأشجار العرعر التي تُغطى بالطين.
وأوضحت صاحبة نزل العايد التراثية شريفة الغامدي أنها عملت طوال السنوات الماضية على جمع أكبر عدد من تراث المنازل القديمة ليعيش الزائر تجربة الحياة القديمة والجميلة التي كان يعيشها أهالي منطقة الباحة قديمًا.
وبيَّنت أنها استطاعت بمساعدة من أسرتها تحقيق حلم العمر وشغفها واستثمار وقت ما بعد التقاعد في إنشاء نزل تراثي سياحي، إذ تمكنت من تحويل المنازل القديمة في قريتها من مباني متهالكة إلى موقع سياحي وبيئي جاذب لمحبي الهدوء والاستجمام.