لم يكن مفاجئاً لدى الجميع تحقيق الهلال لبطولة الدوري هذا الموسم واقترابه من منجز تحقيقه بلا خسارة في حال لم يتعثر في المباريات الثلاث المتبقية، فالدوري ذهب للأفضل والأجدر ومن كان عمله أذكى وأكمل.
ما زلت أذكر حديثي قبل نهائي البطولة العربية بأن الخاسر عليه أن يتعلَّم من أخطائه في تلك البطولة ويعمل على تلافيها وأن تكون البطولة معيناً له في كشف أخطائه والعمل على إصلاحها.
ولعل أبرز مكتسبات تلك البطولة لدى الهلال أن بيّنت حاجة الفريق الماسة للتعاقد مع حارس مرمى ذي قيمة عالية جداً، هذا الاحتياج الذي رفعه مدرب الفريق منذ معسكر الصيف ولكن لم يتم التعاطي مع هذا الأمر بالشكل المطلوب حتى انكشف أمر هذه الخانة وبان ضعفها أثناء البطولة العربية ليتم التعاقد مع أحد أفضل حراس العالم والحارس الأفضل هذا الموسم والذي يُعد أحد أسباب حصول الهلال على بطولة الدوري الحارس ياسين بونو.
ذلك سبب من بين أسباب عدة جعلت الهلال هذا الموسم بطلاً لا يُشق له غبار كيف لا وهو الأفضل في كل الأرقام ، أول هذه الأسباب وأهمها ليس التعاقد مع لاعب عالمي أو نجم شباك، بل بقرار الإبقاء على جيسوس في ظل غليان المدرج الأزرق وإصرار الكثيرين وأنا منهم على عدم جدوى بقاء المدرب في الفريق إلا إدارة ابن نافل التي كان لها رأي آخر ليس بالصبر فقط على المدرب وإنما الجلوس معه والوقوف خلفه ليخرج بعدها شخصاً آخر لا من حيث علاقته مع اللاعبين وضبط انفعالاته ولا حتى بتحسين الفريق من الجانب الدفاعي والذي كان نقطة استياء الكثيرين وأنا منهم أيضاً.
ولم تفعل كما فعلت بعض الأندية بأن جعلت المدرب كبش فداء أمام الجمهور واللاعبين لنيل الرضا، بل آمنت بقرارها وراهنت عليه وبرهنت على أن من هم في النادي يومياً الأقدر على تقييم المشكلة وحلّها،
ونتج عن ذلك تحول الفريق إلى وحش كاسر لم يخسر هذا الموسم سوى في مباراة واحدة فقط ودخل التاريخ بعدد انتصاراته المتتالية وبات الفريق الأكثر تسجيلاً والأقل استقبالاً ويدخل كل مباراة بجدية وشراسة مرعبة وحافز متجدد قبل كل مباراة أو بطولة وكأنهم لم ينتصروا في مباراة منذ مدة، المعادلة في ظاهرها سهلة ولكنها من الداخل معقدة جداً وبحاجة إلى شخص يقيّم الأمر ويتخذ القرارات بعقله لا بعاطفته، فالعاطفة لن تجعلك تُقدم على التعاقد مع جيسوس ولن تجعلك ترضى بأقل من لاعبين يتصدرون السوشل ميديا نجومية وشهرة بدلاً من اللاعبين الذين تم استقطابهم.
لذا هو إنجاز يسجّل في المقام الأول لإدارة ابن نافل لنجاحها في قراراتها هذا الموسم وتميزها في إدارة الأزمات هذا الموسم حتى يعود الفريق أقوى مما كان في كل مرة. مبارك للهلاليين تحقيق بطولة الدوري وإن كانت متأخرة، ففي الهلال الاحتفال لا يتجاوز الثلاثة الأيام مهما كان حجم المنجز طمعاً في تحقيق الهدف التالي، والتالي هو كأس الملك والذي أرى الهلال فنياً ومعنوياً أقرب من النصر لتحقيقه، ولكن النصر لن يستسلم وسيقاتل لتحقيق هذه البطولة لإنقاذ موسمه والعمل بهدوء ومعنويات عالية للموسم القادم وهذه هي النقطة التي أراها قد تعطي الدافع بأن يحقق النصر الكأس.
أكرر التهنئة وشكراً للهلال الذي أعطانا جميعاً درساً بأن صُنع المنظومة وإدارتها هي الأهم وأن الهلال يُحضر من يخدم هذه المنظومة ويقدّم الإضافة فكما قال الرئيس الذهبي فهد بن نافل (الهلال لم يبحث عن الأسماء فهو كبير باسمه).
رسالتي:
أي رأي مخالف لأحقية الهلال هذا الموسم ما هو إلا مداراة للفشل واللعب على عاطفة الجماهير لإثبات عدم استحقاق الهلال لنجومية الموسم، هذه البكائيات لن تقوّم عمل أي ناد ولن تنزع من الهلال أحقيته، بل ستجعل الفوارق تتسع والعقول تُغيّب والمستفيد الوحيد من هذه البكائيات هو الهلال لكونه سيستمر في العمل والنجاحات وغيره ممن لا يستطيع مجاراة هذا العمل سيذهب للأسهل وهو التشكيك.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer