«الجزيرة» - عمار العمار:
يجب أن يعرض نادي الهلال كأنموذج ناجح على المستوى الوطني كمنظومة رياضية متكاملة، ينهل من معينها الجميع ويتعلم منها الآخرون لأجل الوصول إلى ما وصل له هذا الزعيم على أمل مقارعة هذا الهلال ومنافسته.
أسرار الهلال لا تخفى على الجميع وإن رفض البعض الاعتراف بتفوق الهلال في كل المجالات ليس رياضياً فقط بل رياضياً واجتماعياً وإدارياً وثقافياً ومالياً حتى في الحوكمة يتزعم وفي القضايا هو الأقل وفي الديون تكاد تكون معدومة بسبب الوفاء بالالتزامات المالية للجميع إداريين ولاعبين وموظفين وعاملين، فمنذ سنوات والهلال يستقطب الأكاديميين والمتخصصين، والكفاءات الإدارية والفنية، وأصحاب الشهادات العالية من أبناء النادي، ومن الجامعات السعودية ويكوّن فرق عمل ولجاناً، ويقوم على هيكلة الوظائف داخل النادي، وتوزيع المهام والاختصاصات، وحوكمة الإجراءات، واحترافية العمل، والبناء طويل المدى، وصناعة ثقافة الانتماء وحب التفوق والانتصار والاعتزاز بالهلال ككيان، لإنشاء منظومة إدارية ومالية واجتماعية متكاملة، والبدء في مشاريع الاستثمار والتسويق، وفق خطط استراتيجية لا تتأثر بتغير الإدارات والأشخاص لأن العملية في الهلال تكاملية بحتة تهدف لرفع اسم الكيان بعيداً عن تلميع الأشخاص..
بينما كان كثير من المنافسين غارقين في التصريحات والبيانات وتبرير الفشل المتكرر، والخروج بمواسم صفرية، ونشر ثقافة التشكيك والمظلومية وتوزيع الاتهامات وصراع المناصب وتصفية الحسابات وإبعاد أبناء النادي ورموزه، وطرد نجوم الفريق، ويتندرون على جلب المختصين والأكاديميين، وهم غارقون في المشاكل ويرددون (شعارات بالية وبليدة) لأجل تبرير حالة الفشل الذريع التي تعيشها أنديتهم في الوقت الذي نشاهد فيه الهلاليين منهمكين في تطوير ناديهم في مختلف الجوانب.
لذلك أصبح الهلال مختلفاً ويحلق بعيداً عن البقية إدارياً وفنياً وجماهيرياً واستثمارياً وإعلامياً وتسويقياً واجتماعياً ومنجزات وبطولات، حتى في تعاطي إدارته مع الجماهير نجد أن إدارة الهلال تعول على مستوى الفكر والثقافة للمشجع الهلالي وأن الهدف واحد، بينما نجد آخرين يحاولون تمرير أسباب فشلهم بتعويلهم على محدودية فكر بعض الجماهير.
على مدى السنوات الأخيرة فقط نجد الفوارق تتسع والهوة بلغت أكبر مدى، فترك لهم الهلال الكلام والتشكيك والبيانات وتفرغ لحصد المنجزات والبطولات، فهذا الموسم شاهدنا المنجزات في كرة القدم والطائرة والسلة عدا الألعاب الفردية التي سيطرت بشكل كبير على البطولات في مختلف الدرجات.
الهلال الأنموذج الحي للجميع بات صيته عالمياً بعدما رفع سمعة الكرة السعودية برقم تاريخي لم يتحقق منذ فجر تاريخ كرة القدم بتحقيقه لـ34 فوزاً متتالياً في كافة المسابقات.
كلمة نقولها ونعيدها تعلموا من الهلال لكي تنافسوه واتركوا نظرية المؤامرات والتشكيك.