أهمية نعمة الأمن وقيمتها عظيمة، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزت له الدنيا). وهنا تتضح القيمة الحقيقية للأمن عند العقلاء من البشر، أما مَنْ كان غافلاً فلينظر لدول عِدَّة تمزقت أركانها وضاع استقرارها، ومات أهلها، ومن كان حياً منهم فهو في جوعٍ وخوفٍ وهلع وخطر مستمر بسبب فقدان الأمن.
الأمن هدف نبيل تنشده المجتمعات وتتسابق الشعوب لتحقيقه، فهو ضرورة من ضروريات الحياة، كما أنه الحد الفاصل بين التنمية والخراب.
ومما لا شك فيه أن الشعور بالأمن والأمان أحد الركائز الأساسية للحياة، وبه تطمئن النفوس وتبسط الآمال وتتعدد أنشطة الأفراد وتزدهر الحياة بسهولة وراحة واستقرار، وعلى أساس هذا الأمن يتحرك أفراد المجتمع بكل يسر وسهولة داخل وطنهم لقضاء مصالحهم ومتطلباتهم في أي وقت نتيجة توافر المناخ الآمن.
الأمن بمفهومه الشامل يضم جوانب كثيرة، ليست أمنية فقط، بل هي سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.. ويظهر ذلك جليًا في الكثير من الدول التي افتقدت نعمة الأمن فأصابها الدمار والخراب وعدم استقرار المال والحال.
وفي هذا الإطار تُعد المملكة العربية السعودية -حفظها الله - مثالًا يحتذى به ومرجعًا فريدًا لكافة الدول في توافر نعمة الأمن التي حباها الله لبلاد الحرمين الشريفين، وتحرص المملكة أبدًا ودائمًا على تقديم أفضل الخدمات، وتوفير كافة السبل ووسائل الأمن والسلامة للجميع، من مواطنين ومقيمين.
وقد وضعت القيادة الحكيمة كرامة الإنسان وأمنه وسعادته على رأس الأولويات، ودعمت مقومات الأمن واستمراره - بإذن الله - واستقراره والتنمية في مملكتنا الغالية، وتقع علينا جميعًا مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن الغالي، وأن تتضافر الجهود، ونعمل سويًا للوصول لغاية أسمى، ألا وهي رفعة الوطن وحفظه.. وتطويره والنهوض به إلى مَصَافّ الدُّول المتقدِّمة، ويتحقق ذلك بالرؤى الناجحة وبالتعاون، وتضافر الُّلحمة الوطنية حول قيادتنا، ومع ذاتنا، بقوة وإخلاص، والعمل الدؤوب، ومراقبة الله تعالى، والمضي على ما مضى عليه آباؤنا من الأصالة والمحبة، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، فبلادنا قامت على التوحيد، ورايتها لا إله إلا الله، ولمجتمعنا الفخر، بأن جعل الله مبعث الرسالة من بلادنا، وجعلنا مسلمين، ولدينا الحرمان، ومَنّ علينا بخيرات البلاد وأمنها واستقرارها، وبحكومة رشيدة وموفقة، وواجب علينا الدعوة لشكر هذه النعمة بالقول والعمل، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، فلله الحمد والمنة وله الشكر على هذه النعمة.. زاد الله بلادنا من كل خير وحفظها وأهلها من كل سوء.