من مناخ عقيل إلى عش الطائر.. ها هو رابع الكبار، وركن السوبر، وممثل الوطن يعد نجائبه ويهيئ ركائبه ليبدأ رحلة مجد شرقية هذه المرة.
إنه قمر روشن بل بدره المكتمل، وفيروزة عقده ونكهة مذاقه التي لا يطيب بدونها.
هكذا أراد التعاونيون كتابة الرواية، رواية نجاحهم في إصدارها الحديث الذي يضاف إلى الإصدارات السابقة المتسمة بالفخر والاعتزاز، ليواصلوا كتابة تاريخهم بطريقتهم الخاصة، ومدادهم السري.
ألم يقولوا إن التاريخ يكتبه المنتصر؟
لقد نجح التعاونيون خلال مسيرتهم السابقة واللاحقة. في كتابة تاريخهم من خلال منجزاتهم التراكمية والتي تمثل تحديا جديدا لهم في هذه المرحلة.
وفي نطاق الحديث أو الكتابة عن التعاون، لا أرى مناسبة الأسلوب الاحتفائي فقط في هذه المرحلة بالذات، لسببين:
الأول: أن أغلب الطرح الإعلامي في البرامج الرياضية الفضائية ووسائط التواصل الاجتماعي المتنوع ذو طابع احتفائي بامتياز، وبعضه من قبل نقاد ومختصين، وهذا غير مناسب منهم لأنه خلاف مهمتهم الإعلامية، وهو موضوع آخر وواسع.
السبب الثاني: وهو الأهم، أن ما تحقق للتعاون لا يمثل الغاية ولا الإنجاز الرئيس الذي تستهدفه المنظومة التعاونية بكل تفاصيلها، وإنما ينظرون إلى ذلك أنه خطوة صحيحة في رحلة الألف ميل القادمة الشاقة والمكتظة بالمنافسين الأقوياء والتي تزداد صعوبة في ظل التنظيم الإيجابي المتنامي الذي تشهده الرياضة في المملكة.
لذا فإن الطرح الوصفي التشخيصي التحليلي الممزوج برؤية تطويرية مستقبلية، هو الأكثر مناسبة في هذه المرحلة، وهي مرحلة انتقالية في أكثر من مجال في البيت التعاوني الكبير. فإلى أي مدى أجادت الإدارة التعاونية رسم خططها وبرامجها وكيف نفذتها وما مدى نجاحها في التعامل مع المستجدات والأحداث الطارئة؟
إن التقييم المنطقي الذي يستحضر مقارنة العمر الزمني لهذه الإدارة مع ما تحقق، يجعلنا نشعر أن نادي التعاون يسير بخطى متوازنة وفي الاتجاه الصحيح (بإذن الله)، كما أن القراءة السريعة لمسيرة التعاون خلال هذا الموسم تمنحنا انطباعا واضحا أن ما تحقق لفريق كرة القدم يجير بنسبة كبيرة إلى (الكفاية الإدارية والمهنية) التي امتازت بها إدارة الدكتور سعود الرشودي التي نجحت في استثمار الممكن والمتاح فحققت الإنجاز الحالي.
لقد نجحت هذه الإدارة في تشكيل الفرق واللجان العاملة، وإحداث التناغم بينها لتعمل بوصفها منظومة منسجمة ومتماسكة، ثم نجحت في الإفادة من الإمكانات المتاحة سواء من داخل أسوار النادي أو الإمكانات العامة المتاحة لجميع الأندية وفق الأنظمة واللوائح.
وهذا دليل على أننا أمام إدارة تؤمن بالمنهجية الإدارية المبنية على خطة عملية لتستثمرها وتصل من خلالها إلى أهداف محددة وغايات بعينها، بعيدا عن الاجتهادات الشخصية أو اتخاذ القرارات الآنية والفردية بطريقة ارتجالية.
إن تحقيق الهدف المعلن يمثل أحد مؤشرات النجاح بلا شك. لكنه لا يمثل النجاح الذي يتغياه التعاونيون ويصل سقف طموحهم وشغفهم، والمتمثل في تحول التعاون إلى منظومة مؤسسية متكاملة تسير نحو أهدافها بثقة وكفاية، وفق مقومات مؤسسية (لا حسب إمكانات الأشخاص العاملين فيها) كما هو في الكثير من الأندية حاليا مع الأسف!
هذا العنصر هو الذي يشغل بال وفكر قائد المنظومة التعاونية وربان السفينة (عبدالعزيز الحميد) ومن معه من رجالات التعاون الذي يمثلون كلمة السر في نجاحات التعاونيين. وهو الهدف الأول والهاجس الأكثر إلحاحا لدى قائد التعاونيين وعنوانهم المشرق، وهو هدف استراتيجي منسجم مع التحولات التي تشهدها الأندية على المستوى التنظيمي وهذا الهدف يتجاوز الإنجاز المؤقت المحكوم بعوامل وقتية، يزول التميز بزوالها!
والتعاونيون على درجة عالية من الثقة بقائدهم وقدرته ومن معه على استثمار الدعم الحكومي للأندية على كل الأصعدة من خلال تهيئة الأرضية المناسبة وجعل النادي بيئة مناسبة للمبادرة في تحقيق التحول الإيجابي، وهم ـ التعاونيون ـ على خلفية تامة بكفاية الحميد ومن معه وقدرته على تحقيق الهدف، عطفا على مسيرته العملية المزينة بنجاحات لافتة في مجالات متعددة (منطلقه في ذلك حب لا خلاص منه، وعشق لا بديل له).
فما ظنكم بعاشق خبير؟.
** **
- سالم محمد العمري