تولي المملكة العربية السعودية الحج والعمرة أكبر اهتمام منذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، وبتوالي أبنائه بعده في الحكم، وضع كل منهم خدمة الحجاج والمعتمرين ورعاية شؤون الحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ نصب عينه. ولتحقيق ذلك، فقد خصصت الدولة وزارة تُعنى بشؤون الحج والعمرة، وتنظيم القطاعات والإدارات العاملة في هذا المجال.
وأشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أتابع عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة والمشاهدة قدوم وفود الحجيج في هذه الأيام جواً وبراً وبحراً واستقبال مسؤولي وشعب المملكة لهم في مواقع وصولهم بالترحيب وبالورود والهدايا ومشاعرهم الفياضة تجاه قيادة وشعب المملكة العربية السعودية.
وبلادنا الغالية والعالية -بإذن الله تعالى - المملكة العربية السعودية تحظى بشرف كبير وعظيم وهو خدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وضيوفهما الكرام، حيث تستقبل الملايين سنويًا من جميع أنحاء العالم، إلى جانب المواطنين والمقيمين في المملكة، لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة.
وهناك برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يتيح للقادمين إلى الحرمين الشريفين من الخارج والداخل، مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدمة، وخدمات رقمية، تساعد الجميع على أن ينعموا بتجربة إيمانية مميزة لا تُنسى. وأطلقت الداخلية السعودية خدمة الهوية الرقمية للقادمين إلى المملكة بتأشيرة الحج للعام الهجري الحالي 1445 في إطار الجهود الحكومية لتمكين التحول الرقمي وتسخير التقنية لخدمة الإنسان وفق مستهدفات (رؤية المملكة 2030).
وبلادنا -حفظها الله - تعمل على حشد طاقتها في خدمة ضيوف الرحمن، عسكرياً وصحياً ولوجستياً؛ استعداداً لإدارة أكبر تجمع بشري على وجه الأرض، بأكثر من مليونيْ حاج في مساحة ضيقة، حيث تسهم وزارة الداخلية السعودية، إلى جانب وزارة الدفاع، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة، وهيئة الأمن السيبراني، والهيئة العامة للطيران المدني، وكثير من البرامج الخدمية لحجاج بيت الله الحرام.
وخدمتهم شرف ومسؤولية عظيمة تتوارثها الأجيال عبر العصور، في المملكة العربية السعودية بما لديها من مكانة دينية وتاريخية، أخذت على عاتقها توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وفق الله قيادتنا الرشيدة على ما تبذله من جهود في خدمة ضيوف الرحمن وأجزل لهم الآجر والثواب.