تعتز المملكة العربية السعودية بأنها دولة الإسلام والمسلمين وقبلته ومهبط الرسالات.
من هذا المنطلق آلت حكومتنا الرشيدة منذ القدم ومن عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بخدمة الإسلام والمسلمين.
حيث عكف ملوك دولتنا الفتية في أن يكون الأمن والأمان، جُل اهتماماتهم لقاصدي بيت الله الحرام لتأدية مناسك العمرة أو لأداء فريضة الحج، حيث بذل ملوكها رحمهم الله اجمع، وتفانوا في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأن تكون رسالاتهم موجهة للعالم الإسلامي الدين الأوحد لهذه الأمة.
والشواهد جلية وواضحة، التوسعة بالحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة عرفات ومنى ومزدلفة، ولم يتوان حكامها في بذل الغالي والنفيس لجعل زوار بيت الله يؤدون العمرة أو الحج الأعظم بكل يسر وسهولة مع تأمين كافة الخدمات التي يطلبها الحجاج، منذ لحظة وصولهم أراضي المملكة العربية السعودية حتى الانتهاء من الشعيرة والفريضة التي قدِموا من أجلها، وعودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، تحفهم غنائم المولى عزّ وجل، ومحفوفين من المملكة ومواطنيها والسلامة لهم بأن يعودوا لأهليهم فرحين مستبشرين.
تأتي هذه الخدمات والمتجددة سنويًا حسب المصلحة العامة وتوجيهات حكومتنا الغالية.
حيث تم ولله الحمد هذا العام تنفيذ أحد أهم وأكبر المشروعات المقدسة الذي يربط مشعر عرفات بمزدلفة وصولًا لمشعر منى، برصف الطريق من خلال تركيب بلاط من النوعية المطاطية (انترلوك) لراحة الحجاج المشاة، وتركيب كراسي على جانبي الطريق ووضع حواجز خرسانية كروية لمنع دخول المركبات للطريق، مع تنفيذ مجسمات تتماشى مع قدسية المكان لتضفي المزيد من الراحة لسالكي الطريق وإنارته بأعمدة عالية التقنية والإضاءة ومانعة للانبعاثات الضارة بالبيئة، وميسرًا لحركة الحجيج، وتم تركيب مظلات للوقاية من حرارة الشمس بالإضافة لتركيب أعمدة الرذاذ لتلطيف حرارة الأجواء الساخنة، ومشتملًا على 57 لوحة إرشادية، ويحوي أيضًا على ممرًا خاصًا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف التيسير عليهم لأداء نسكهم براحة وسلامة، حيث صُمم وِفق أعلى المعايير الهندسية، حيث شمل لتنفيذ الطريق أربع مسارات بإجمالي أطوال تزيد على 25 كم، وهو يعد بذلك أطول طريق للمشاة في العالم.
كل هذا بهدف تأمين الراحة والأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام.
تفتخر نحن السعوديين بحكامنا ومنهجية وسماحة ديننا الإسلامي، من منطلق حب لأخيك ما تحبه لنفسك، فهذا الحب متوّج ولله الحمد من حكامنا آل سعود، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.
كل هذا الواجب والتفاني وما تمليه علينا ضمائرنا نحن السعوديين من التعاضد والتكاتف مع دولتنا ورجالاتها كلًا من موقعه من التشريف والتعظيم لبيت الله، الأسمى والأعلى من المواطنين ككل وخاصة مواطني مكة المكرمة والمدينة المنورة شرفهما الله، بتقديم العون والمعونة لخدمة الحجاج والقاصدين كلًا حسب مقدرته وإمكاناته لنيل شرف الزمان والمكان، والسمو عند رب العزة والجلال، من تذليل ما يواجه الحاج من عوائق قد يمر بها الحاج أثناء رحلته الميمونة.
شرفٌ لنا أن نكون من خدام بيت الله كلًا من موقعه، والشواهد كثيرة وبازدياد في أعداد المتطوعين كلًا حسب تخصصه ورغباته، في هيئة الحرمين الشريفين، وفي الأمن العام، وفي المجال الصحي وفِرق الهلال الأحمر، وفي الدفاع المدني ومتطوعين بالترجمة للغات الحجاج المختلفة، وفِرق الكشافة ومجموعات الإرشاد المكاني للحجاج التائهين وغيرها من القطاعات المعنية بخدمة الحجيج، للمساندة مع الجهات وتسهيل ما قد يعترض الحاج من عقبات في طريق مسيرته الإيمانية.
حيث تسعى حكومتنا الرشيدة للارتقاء بخدمة الحج والحجيج بالتيسير والتسهيل للملايين من ضيوف بيت الله لأداء مناسكهم بكل أمن وراحة وطمأنينة وسهولة لتحقيق هدف الرؤية السعودية 2030، لتمكين أكبر عدد من المسلمين من أنحاء العالم لأداء العمرة أم فريضة الحج الكبرى، من خلال رفع وتطوير الكوادر البشرية بجودة عالية، وتأهيل البنية التحتية لتحقيق هدف البرنامج برفع جاهزية المملكة لاستضافة 30 مليون معتمر، وزيادة أعداد الحجاج إن شاء الله.
نفتخر بكلمة سمو سيدي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، في حفل الاستقبال السنوي للشخصيات ورؤساء الوفود الإسلامية بمشعر منى.
ومقتطفات من حديثه، تاج نضعه على رؤوسنا حكامًا وشعبًا، حيث قال سموه حفظه الله: «إننا في المملكة العربية السعودية نشكر المولى عز وجل، أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والعناية بقاصديها والحرص على أمنهم وسلامتهم. ونعتز بمواصلة القيام بهذا الواجب العظيم، ونبذل الجهود وتسخير جميع الإمكانات، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن، منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين».
أعانكم المولى وحفظكم.
** **
drebakhsh@hotmail.com