بعون الله وتوفيقه، ثم بتكامل الخدمات والاستعدادات، وبما أنجز من صروح ومرافق ومنشآت ضخمة، وبتظافر جهود جميع القطاعات الحكومية والأهلية، وبالتخطيط السليم، والخبرات الطويلة، والجهود الفاعلة، والإشراف الواعي المباشر، تحقق هذا النجاح القياسي والمشرف لموسم حج هذا العام 1445هـ، والذي يضاف لما تحقق من نجاحات في مواسم الحج الماضية، ويسجل لهذه البلاد المضيافة حكومة وشعباً.
فلسنوات متتالية، والمملكة العربية السعودية تسجل نجاحات باهرة في تنظيم هذه الحشود الكبيرة القاصدة لبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، لأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام.
فالمملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي، اكتسبت خبرات طويلة في هذا المجال، وفي تيسير دفة الحجيج بنجاح تلو النجاح، على مساحة محدودة وفي وقت قصير، وبأعداد تقدر بالملايين سنوياً، تتنوع أجناسهم، وتختلف ألوانهم، وتتعدد لغاتهم، وتتباين ثقافتهم، إلا أن هدفهم واحد، وهو الرغبة في أداء فريضة الحج المفروضة على كل مسلم ومسلمة متى استطاع إلى ذلك سبيلاً، لتثبت علو كعبها في كيفية التنظيم والترتيب والتعامل مع ثقافات مختلفة من شتى أنحاء العالم.
وحقاً، لم يكن هذا النجاح الباهر وليد الصدفة، فتعاقب النجاح تلو الآخر يدل على حنكة وقدرة عقليات سخرت جهودها، لتكرم حجاج بيت الله الحرام وتعينهم لأداء فريضة الحج والرجوع إلى بلادهم وأهليهم وذويهم سالمين غانمين، مغفور لهم بإذن الله تعالى.
إن ما تقوم به المملكة من استعدادات كبيرة، وما تقدمه من خدمات هائلة في هذا الموسم وكل موسم تستنفر فيه جميع القطاعات الحكومية والأهلية، وتحشد الإمكانيات البشرية والمادية، أمر يسر الخاطر، ويثلج القلب، ويسعد كل مسلم على هذه الرعاية والعناية المتواصلة، التي تزداد خيراً ونماء، لتتحقق هذه النجاحات الكبيرة بتوفيق الله سبحانه وتعالى في المقام الأول، ثم لتقديم خدمات أفضل في كل عام لضيوف الرحمن، وذلك بتوفير مزيد من البنى التحتية، وبحشد الطاقات البشرية، وتوفير المزيد من الخدمات المطورة، وذلك بدعم سخي وتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، وما تقوم به لجنة الحج العليا برئاسة سمو وزير الداخلية من متابعة ميدانية دؤوبة لمسيرة حجاج بيت الله الحرام خطوة بخطوة.
اللهم أجز خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وجميع أفراد أجهزة الدولة، وقطاعاتها العسكرية والمدنية والصحية خير الجزاء، على كل ما يقدمونه لخدمة الحجاج وتسهيل نسكهم والحفاظ على سلامتهم وصحتهم، إنه سميع مجيب.