سرني كما سرَّ ويسرُّ كل مواطنٍ محبٍّ لوطنه ومسلمٍ محبٍّ لدينه وأبناء عقيدته في جميع الأصقاع والبلاد ما رأيتُه من نجاح باهرٍ لموسم حج هذا العام 1445هـ حيث أدى ضيوف الرحمن الذين قارب عددهم المليونين حجهم في أمنٍ وراحةٍ واطمئنان في ظل رعايةٍ كريمةٍ من قيادة هذا البلد الغالي الراشدة التي لا تألو جهدا في تقديم ما تملكه من خدماتٍ وقدراتٍ وإمكاناتٍ لتوفير سبل الراحة لحجاج بيت الله وما الطواقم الطبية الرائعة ورجال الأمن الأبطال من جميع القطاعات العسكرية مع غيرهم من الأكفاء المخلصين من بقية الجهات الحكومية إلا دليلٌ كبيرٌ على حرص قيادتنا الغالية على تيسير هذه الفريضة العظيمة وهذا الركن الأساسي من أركان الإسلام لمن قدم ويقدم لهذه البلاد المباركة التي اختارها الله وشرَّفها لتكون خادمةً لبيته العظيم ومسجد نبيه الكريم وأدت واجبها المناط بها على أكمل وجه بعد توفيق الله وعونه وقد عبَّر ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلما بن عبد العزيز عن هذا الشرف العظيم بادئًا كلمته الموجزة المباركة بشكر الله تعالى على هذا الشرف وذلك في حفل الاستقبال السنوي الذي أقامه نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين لأصحاب الفخامة والدول وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف خادم الحرمين الشريفين وضيوف الجهات الحكومية ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحج الذين أدوا فريضة حج هذا العام فقال -حفظه الله وباركه-: (إننا في المملكة العربية السعودية نشكر المولى عزوجل أن شرَّفنا بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعناية بقاصديها والحرص على أمنهم وسلامتهم ونعتز بمواصلة القيام بهذا الواجب العظيم ونبذل الجهود لتسخير جميع الإمكانات لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى) وإنه لحقٌّ لكل مواطن أن يفخر بهذه القيادة الراشدة ويفخر بانتمائه لهذا الوطن الغالي ويعتز ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ويجتهد في الدعاء لولاة الأمر في أن يحفظهم ويبارك فيهم ويجعلهم موفقين مسددين معانين من المولى وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه ويبذلونه من جهود جبارة في رخاء هذا الوطن وأمانه واطمئنانه وراحة ساكنيه وقاصديه من جميع البلاد ولعلي أختم هذه المقالة بهذه الأبيات التي كتبتُها حبًا لوطني تعبيرًا وامتنانًا لقيادته الراشدة بعد جهودها العظيمة الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن:
شكرًا بلادَ الخيرِ والإيمان
وطني ستبقى دُرَّةَ الأوطان
فيك الرخاءُ وفيك أمنٌ وارفٌ
ذا فضلُ ربي المنعمِ الرحمنِ
ها هم ضيوفُ اللهِ نالوا بغيةً
بأداءِ منسكهم بكلِّ أمانِ
يرعاهمُ سلمانُ رائدُ مجدِّنا
ووليُّ عهدٍ باذلٍ بتفانِ
وحكومةٌ فيها عطاءٌ باهرٌ
ملأى بأهلِ البِرِّ والإحسانِ
ورجالُ أمنٍ يعملون بهمةٍ
أسروا الحجيجَ بلطفهم وحنانِ
فجزاكمُ ربي ثوابًا وافرًا
ونعمتُم في جنة الرضوانِ