في استقبال سموه للمواطن زبن المطيري وللمواطن بندر سويد سالم بن صغير وللمواطنين فيصل ونايف المصارير -مؤخراً-، كشف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، عن مفهوم الحقيقة، حقيقة الروح الشفَّافة التي تكمن في شخصية إنسانية ندر نظيرها، وقلّ مثيلها، إنسانية تتعلق في فضاء الأفئدة، فتعشب بهجة، وتخصب سروراً، وتصخب فهماً وإدراكاً، وتسير في المعنى بشكل عميق نحو وسط الوطن، نحو مقدمة التراب الذي سارت عليه أقدام من طبعوا على حياتنا الفرح والسعادة، وبنوا وجداننا بالاعتزاز والفخر، وجعلوا من الإنسان في هذا الوطن له مكانة ومنزلة ومرتبة على خد الوجود.
في استقبال سموه للمواطن زبن المطيري و للمواطن بندر سويد سالم بن صغير وللمواطنين فيصل ونايف المصارير، تلقينا معاني الإنسانية وكتم الغيظ والإحسان لمن قتل من تربطه بهم البنوّة أو الأخوة، من دون أدنى شرط أو أيّة طلب، التي بادروا بها «شيوخ العفو»، تلك المبادرات التي تلمست طريقها إلى مشاعر كل من تابع هذه الأحداث الثلاثة، وكل من يعرف معنى الدمعة عندما تنزل فرحاً، تغسل محيا طالبي العفو والصفح. استقبال سموه لهم بمكتبه في ديوان إمارة منطقة الرياض، وحرص سموه الدائم على استقبال سموه العافين لوجه الله، بعث في النفوس إشارات متعددة، أولها تلك النبضة المنبعثة من قلب قائد منطقة لترفع من شأن مواطنين سعوديين نادرين استطاعوا بإرادة تأصيل المعاني وتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف أن يشدوا من العفو والتسامح والكرم والشهامة ويذهبوا في المحيط الاجتماعي متكاتفين، قناعتهم بأنهم كمواطنين يستطيعون أن يشقوا الطريق وأن يذهبوا بعيداً، متأسَّين بشريعتنا الإسلامية السمحة، بالإضافة إلى تطبيق ما تحمله رؤية المملكة 2030 من أهمية الترابط المجتمعي، الذي يكفل للمجتمع أن يسير بثبات نحو مستقبل زاهر.
واليوم عندما يبرزون «زبن المطيري وبندر سويد سالم بن صغير وفيصل ونايف المصارير «فإنهم يؤسسون منهجاً، من سار عليه من السالفين، ومن اقتفى أثره من الطيبين، ومن نهل من نبعه، ومن ارتشف من ذلك الموقف العذب، بكل إنسانية وخلق، سيكون لهم أجرهم، وقد أثبتوا بأنهم حريصون على حفظ الضرورات الخمس المتمثلة في حفظ الدين والعقل والنفس والعرض والمال، وحفظ حق الجار، كما في كسب الإعجاب والزهو والتصفيق والإشادة والثناء.
هذه الإطلالة الرائعة لأبناء المملكة العربية السعودية هي التي أبهجت «أبو بندر» أمير منطقة الرياض، ورسمت الفرحة على محياه، وملأت قلبه سعادة، ومنحت مشاعره اعتزازاً، وهذه هي شيمة المسؤولين الذين يقودون بأبوّة، ويرعون بمروءة، ويباركون الشيم والأخلاق بكل قوة.
مشهد يستثمر في الوجدان، ويزهر في الثنايا والمشاعر، يمنحك عندما تريد أن تكتب في مثل هذا الموضوع تفكر كثيراً؛ لكي تضع الكلمة في مكانها، ولكن مهما نحرص وندقق يبقى المشهد أعظم وأرفع من كل التعابير، لأن أفعال الرجال النجباء، تتجاوز حدود الألفاظ والمشاعر، وتعبر في الضمائر دون تصريح أو تخمين، إنه مفهوم الحقيقة الدامغة، في حياة أمير منطقة قدَّر مواطنيها، فخرجت لهم المشاعر، وسارت لأجلهم الخواطر.